Subject
Text Ask here

 
Subject Qur'an and Sunnah Fatwa No. 0090
Question
السلام عليكم يا شيخي ما رايك في الاعجاز العلمي فالبعض يقول هنالك اشارات علمية لان القرآن الكريم كلام الله وكلام الله شمولي من حيث تكون الجنين وتكون السحب والامطار فيجب ان يكون به بصمة اله والبعض الاخر يقول القران الكريم كتاب هداية وليس بكتاب علم فاي الرايين اصوب اتعبني البحث الكثير بحيث صارلي شهرين اقرا للامام الغزالي من المؤيدين للاعجاز وبنت الشاطئ والامام الشاطبي من المعارضين
Answer
لا خلاف أن القرآن الكريم كتاب هداية للعالمين قال تعالى {إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء: 9] وقال تعالى {وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُواْ يٰقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الاحقاف: 2930] وقال تعالى {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوۤاْ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِيۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَداً} [الجن: 12] والقرآن الكريم هو الكتاب المهيمن على ما سبقه، ويقيم الحجة على من حاد عن سبيل الهداية، فكل الكتب السماوية من الله تعالى من اجل الهداية إلى سواء السبيل قال تعالى {يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [المائدة: 1516] إن القرآن الكريم ليس بكتاب اعجاز علمي، تعظيما له، وتكريما، ودرءاً من تفسيره بالرأي، والجرأة على التأويل دون علم أو هدى، ولاتاحة المجال للعقل البشري في التفكير والكشف في هذه الحياة، وفي هذا الكون الفسيح، ودون حجر على العلم أو تضييق على العقل فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفسر من كتاب الله الا آيا بعدد علمه اياهن جبريل – عليه السلام). قال ابن عطية في تفسيره (ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن، وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل اليه، الا بتوفيق من الله تعالى، ومن جملة مغيباته ما لم يُعلم الله به كوقت قيام الساعة، ونحوها مما يستقرئ من الفاظه) [الجامع لأحكام القرآن 1/31].
(وقال ابراهيم التميمي: سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن تفسير الفاكهة والأب – {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} [عبس: 31] فقال: اي سماء تظلني، وأي ارض تقلني اذا قلت في كتاب الله ما لا اعلم، وقال أنس: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ هذه الآية، ثم قال: كل هذا قد عرفناه، فما الأب؟ ثم رفع عصا كانت بيده، وقال: هذا لعمر الله التكلف، وما عليك يا ابن عمر الا تدري ما الأدب؟ ثم قال: اتبعوا ما بُيّن لكم من هذا الكتاب، وما لا فدعوه) [الجامع لأحكام القرآن/ للقرطبي 19/223].
ويقول السيد قطب: (وان تعليق آيات القرآن الكريم بنظريات علمية متجددة متغيرة، او بحقائق علمية ليست مطلقة يترتب على ذلك خطأ منهجي، وتنطوي على معان ثلاثة كلها لا يليق بجلال القرآن الكريم
1 هي الهزيمة الداخلية التي تخيل لبعض الناس ان العلم هو المهيمن والقرآن تابع....
2 سوء فهم طبيعة القرآن ووظيفته....
3 هي التأويل المستمر.... [في ظلال القرآن 1/182]).
ويشير الشيخ مناع القطان أن عظمة القرآن الكريم واعجازه (ليس في اشتماله على النظريات العلمية التي تتجدد وتتبدل، وتكون ثمرة للجهد البشري في البحث والنظر، وانما في حثه على التفكير، فهو يحث الانسان على النظر في الكون وتدبره، ولا يشل حركة العقل في تفكيره، ويحول بينه وبين الاستزادة من العلوم ما استطاع الى ذلك سبيلا، وليس ثمة كتاب من كتب الأديان السابقة يكفل هذا بمثل ما يكفله القرآن) [مباحث في علوم القرآن ص 271]
إن القرآن الكريم (لم يجئ ليكون كتاب علمي فلكي أو كيماوي او طبي... كما يحاول بعض المتحمسين لهذا القرآن الذين يحاولون أن يضيفوا اليه ما ليس منه، وان يحملوا عليه ما لم يقصد اليه، وان يستخرجوا منه جزئيات في علوم الطب، والفلم وما اليها... كأنما ليعظموه بهذا أو يكبروه! ان القرآن كتاب كامل في موضوعه، وموضوعه اضخم من تلك العلوم كلها) [في ظلال القرآن 1/181].
ويشير فضيلة الشيخ محمود شلتوت إلى موضوع القرآن الكريم في المقدمة بقوله (وحسبنا ان القرآن الكريم لم يصادم –ولن يصادم حقيقة من حقائق العلوم تطمئن اليها العقول. قيل: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان، لا يكون على حالة واحدة؟ فنزل قوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ وَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة: 189] وانك لتجد هذا في سؤالهم عن الروح حيث يقول الله عز وجل {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الاسراء: 85] اليس في هذا دلالة واضحة على ان القرآن ليس كتاب يريد الله به شرح حقائق الكون، وانما هو كتاب هداية واصلاح وتشريع) [تفسير القرآن الكريم ص14]. ويقول فضيلته (فلو طبقنا القرآن على هذه المسائل العلمية المتقلبة، لعرضناه للتقلب معها، وتحمل تبعات الخطأ فيها، ولأوقفنا انفسنا بذلك موقفا حرجا في الدفاع عنه.
فلندع للقرآن عظمته وجلالته، ولنحفظ عليه عليه قدسيته ومهابته، ولنعلم ان ما تضمنه من الاشارة إلى اسرار الخلق، وظواهر الطبيعة انما هو لقصد الحث على التأمل والبحث والنظر، يزداد الناس ايمانا مع ايمانهم) [تفسير القرآن الكريم ص14] وبعد فالقرآن الكريم كتاب هداية، وفيه اشارات علمية باهرة تزيد المؤمن ايمانا، والعلماء تصديقا وتعظيما لكتاب الله تعالى، وهم يتدبرون آياته بعد ان يعرفوا بعض اسرار الكون، فلا يسعهم الا ان يسلموا إلى صدق ما اشار اليه سبحانه في كتابه وان هذا الكتاب (كان معجزا ابهر الاعجاز، لأن حديثه عن تلك الكونيات كان حديث العليم باسرارها، الخبير بدقائقها، المحيط بعلومها ومعارفها على ان الذي جاء بالقرآن رجل أمي نشأ في أمة امية جاهلة لا صلة لها بتلك العلوم وتدوينها، ولا المام لها بكتبها ومباحثها، بل ان بعض تلك العلوم لم ينشأ الا بعد عهد النبوة ومهبط الوحي بقرون واجيال) [مناهل العرفان 1/26] ويقول عبد الفتاح طبارة: (ليست مهمة القرآن ان يتحدث الى عقول الناس عن مشكلات الكون، وحقائق الوجود العلمية، وانما هو كتاب هداية وارشاد للناس في حياتهم الدينية والدنيوية، ولكن مع ذلك لم تخل آياته من التعبيرات الدقيقة، والاشارات الخفية إلى حقائق كثيرة في المسائل الطبيعية والطبية والجغرافية مما يدل على اعجاز القرآن وكونه وحيا من عند الله) [روح الدين الاسلامي ص48]. وصدق الله العظيم القائل في كتابه العزيز: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53] {وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21] والله تعالى اعلم.
Subject Qur'an and Sunnah Fatwa No. 0100
Question
هل هذا الحديث صحيح أم بدعة :
(نزل جبريل (عليه السلام) وقال: يا رسول الله ... المولى عز وجل يبلغك ... أي عبد... من عبيد الله سبحانه وتعالى يا محمد قرأ الدعاء ولو مرة واحدة في العمر بعزتي و جلالي ضمنت له ...سبعة أشياء : رفعت عنه الفقر ... أمنته من سؤال منكر ... و نكير أمررته على الصراط حفظته من موت الفجأة ... حرمت عليه دخول النار ... حفظته من ضغطة القبر ... حفظته من غضب السلطان الجائر والظالم ...... الدعاء: لا اله إلا الله الجليل الجبار لا اله إلا الله الواحد القهار لا اله إلا الله الكريم الستار لا اله إلا الله الكبير المتعال لا اله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ربا وشاهدا أحدا وصمدا ونحن له مسلمون لا اله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ربا وشاهدا أحدا وصمدا ونحن له عابدون لا اله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ربا وشاهدا أحدا وصمدا ونحن له قانتون لا اله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ربا وشاهدا أحدا وصمدا ونحن له صابرون لا اله إلا الله محمد رسول الله اللهم إليك فوضت أمري وعليك توكلت يا أرحم الراحمين اللـهم صـلي علـى محمد و علـى آل محـمد كما صـــليت علـى إبراهيم و علـى آل إبراهيم إنكـ حميد مجيد، وباركـ علـى محمـد و علـى آل محمد كما باركت علـى إبراهيم و علـى آل إبراهيم في العــــــالمين إنك حميد مجيد)
Answer
لم أعثر على النص الوارد في السؤال، ولكن فضيلة التهليل وردت في أحاديث كثيرة فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمدلله (رواه ابن ماجة والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح الإسناد) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من قال لا إله إلا الله نفعته يوماً من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه (رواه البزار والطبراني ورواته رواة الصحيح)، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئا أذكرك به، وأدعوك به؟ قال: قل لا إله إلا الله، قال: يا رب كل عبادك يقول هذا؟ قال: قل لا إله إلا الله، قال: إنما أريد شيئاً تخصني به؟ قال: يا موسى لو أن السماوات السبع والأرضون السبع في كفة، و لا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله، (رواه النسائي وابن حبان والحاكم وقال: صحيح الإسناد).
ولا يقتصر التهليل على التلفظ به أو مجرد قراءته بل لا بد من توفر شروطها بالعلم والإيمان اليقيني والإخلاص والصدق... فعن يعقوب بن عاصم رضي الله عنه عن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ما قال عبد قط: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير مخلصا بها روحه، مصدقا بها قلبه، ناطقا بها لسانه الا فتق الله عزوجل له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من الأرض وحق لعبد نظر الله اليه أن يعطيه سؤله (رواه النسائي)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: جددوا ايمانكم قيل: يا رسول الله، وكيف نجدد ايماننا؟ قال: أكثروا من قول: لا إله إلا الله (رواه أحمد والطبراني واسناد أحمد حسن)، وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعاذ رضي الله عنه رديفه على الرَّحل، قال: يا معاذ بن جبل قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا، قال: ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صدقا من قلبه الا حرمه الله على النار قال: يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: إذاً يتكلوا واخبر بها معاذ عند موته تأثما (رواه البخاري ومسلم) وعليه فما ورد في السؤال فيه تواكل ولا يتفق مع الآيات الكريمة التي تتضمن أحكام لا إله إلا الله، ولا مع الأحاديث الصحيحة والله تعالى أعلم.
Subject Qur'an and Sunnah Fatwa No. 0103
Question
سعادة المفتي في سورة التحريم الاية الاولى (ياايها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضات ازواجك والله غفور رحيم)
في بعض التفاسير يقولون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ماريا القبطية على نفسه فالسؤال سعادة المفتي هل الرسول صلى الله عليه وسلم حرم ما احل الله به اي ماريا القبطية وهل هذا يعتبر خطأ وحاشى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان يخطئ والسؤال الاخر ما ذنب ماريا القبطية ليتم تحريمها واتمنى الاجابة سعادة المفتي.
Answer
ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية الكريمة ثلاثة اسباب والصحيح ما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش –رضي الله عنها فيشرب عندها عسلا، قالت: فواطأت أنا وحفصة أنَّ أيّتنا ما دخل عليها رسول الله صلى اللله عليه وآله وسلم فلتقل: إني اجد منك ريح مغافير! أكلت مغافير! فدخل على احداهما، فقالت له ذلك فقال: بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش –رضي الله عنها، ولن اعود له فنزل قوله تعالى: لم تحرم ما احل الله لك –إلى قوله إن تتوبا (لعائشة وحفصة –رضي الله عنهما) [المغافير: بقلة او بصلة او صمغة متغيرة الرائحة، فيها حلاوة، واحده مغفور] كما روى البخاري هذا السبب وهو في كتاب التفسير وباب الطلاق، وقال القرطبي في تفسيره أنه أصح الأقوال، وقال ابن كثير في تفسيره والصحيح أن ذلك كان في تحريمه العسل كما في البخاري عند هذه الاية – وذكر بعد ذلك ان مسلما روى هذا الحديث في كتاب الطلاق، وفي تفسير آيات الأحكام للشيخ محمد علي السايس قال: واما ما روي من انه حرم مارية فهو وان قرب من حيث المعنى لكنه لم يدون في صحيح، ولا نقله عدل، قال ابن العربي انما الصحيح أنه كان في العسل وانه شربه عند زينب رضي الله عنها، وتظاهرت عليه عائشة وحفصة –رضي الله عنهما وجرى ما جرى، فحلف ألا يشرب، واسر ذلك ونزلت الآية في الجميع.
وايا كان السبب فإن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أمور الحياة بشر، وهو القدوة والأسوة ايضا الذي يترتب على قوله او فعله او تقريره حكم بل احكام يستنبطها العلماء لما فيه الخير والنفع للناس والله تعالى اعلم.
Subject Qur'an and Sunnah Fatwa No. 0108
Question
الاية 5 من سورة المائدة تناقض الاية 118من سورة ال عمران
Answer
قال تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } [آل عمران: 118] يكشف الله تعالى في هذه الآية الكريمة حقيقة اعداء المسلمين فيما يبدون، وما يخفون، وما يريدون بهم من شر واضطراب وكيد وضرر ولذا يحذر سبحانه وتعالى المسلمين من الركون الى الكفار، ومن طاعتهم أو اتخاذ بطانة منهم قال تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } [آل عمران: 100] وفي الحديث عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة الا كانت له بطانتان بطانة تأمر بالخير، وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالسوء، وتحضه عليه، والمعصوم من عصمه الله (رواه البخاري والنسائي وغيرهما).
وأما الآية [5] من سورة المائدة فقال تعالى: { ٱلْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيّبَـٰتُ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتِ وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَٰفِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِيۤ أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِٱلإِيمَٰنِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ } فهذه الآية الكريمة امتداد للاجابة على سؤال الصحابة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن المتاع الحلال قال تعالى: { يَسْأَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِّنَ ٱلْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ ٱللَّهُ فَكُلُواْ مِمَّآ أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } [النساء: 4] فجاءت الآية [5] تأكيد على حل الطيبات التي سأل عنها الصحابة رضي الله عنهم وهو ما أخبر الله تعالى أهل الكتاب عن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأنه يحل للمسلمين الطيبات قال تعالى: { ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ } [الأعراف: 157] فالاسلام دين للعالمين لا يضيق بغير المسلمين بل يحرص على التواصل والتعارف، فيتعامل المسلمون مع من يعيشون معهم بحق الجوار، والبر والتزاور والمؤاكلة والمشاربة وحسن المحادثة والمعاشرة، فالمسلم له أن يتزوج بكتابية محصنة طيبة لها حق المهر كالمسلمة المحصنة الطيبة فالمسلم يؤمن بالرسل جميعا وبالكتب السماوية، ويحترم حرية العقيدة، ولا يجوز له أن يكره أحدا على اعتناق الاسلام ولو كانت زوجته، وبالمقابل لا يجوز للمسلمة أن تتزوج بغير مسلم لانه لا يعترف بالاسلام فلا تكون له ولاية على مسلمة قال تعالى: { وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } [النساء: 141] وإن قول الله تعالى { وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ } مخصصة لقوله تعالى { وَلاَ تَنْكِحُواْ ٱلْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ } [البقرة: 221] ان قيل بدخول الكتابيات في عمومها والا فلا معارضة بينها وبينها؛ لأن أهل الكتاب قد انفصلوا في ذكرهم عن المشركين في غير موضع كقوله تعالى: { لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ } [البينة: 1] وكقوله تعالى { وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ } [آل عمران: 20]
وعليه فلا تناقض بين الاثنين، وانما التناقض في النظرة والتفكير الانساني حين يشتبه عليه آيات الكتاب واعجازه قال تعالى : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً } [النساء: 82]، نسأل الله عزوجل الهداية والرشاد والسداد وأن نكون من اولي الألباب قال تعالى: { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } [آل عمران: 7] والله من وراء القصد وهو الأعلم بالصواب.
Subject Islamic Creed Fatwa No. 0002
Question
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أشعر بالحيرة عند قراءة آيات و أحاديث الصفات بخاصة بعدما سمعت عن كثرة الخلاف فيها، ولم أكن أشعر بهذه الحيرة قبل معرفة وجود الخلاف حولها.
فما حكم الاعتقاد بأن صفات اليد و الأصابع و الاستواء و الهرولة لله جل و علا مجازية، وما هو إجماع المسلمين لانني أعلم أن الأمة لا تجتمع على ضلالة؟
Answer
هذه الصفات تحتاج إلى تفصيل لأهل الاختصاص، لكننا نؤمن أن ما أثبته الله عزّ وجلّ لنفسه من صفات أثبتناه، وكذلك ما أثبته الرسول – صلى الله عليه وآله وسلّم- وما نفاه الله تعالى، ورسوله –صلى الله عليه وآله وسلّم- نفيناه، وأن صفات الله عزّ وجلّ بلا كيف؟ وإنما ليُتصوّر لنا اختصاص المعنى، لا لنتصوّر منه تشبيهاً، فكلّنا نؤمن بقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11] فالسلف متفقون على أن البشر لا يعلمون لله حداً، وأنهم لا يحدون شيئاً من صفاته، فهي صفات كمال، والخلق مجبولون على النقص والعجز قال تعالى: {وَخُلِقَ ٱلإِنسَانُ ضَعِيفاً} [النساء:28]، والخالق سبحانه أعجز خلقه عن الإحاطة به، وحجبهم عن معرفة كنه ذاته، ودلّهم عليه بآياته فالقلوب تعرفه، والعيون لا تدركه، قال الجنيد –رحمه الله تعالى- "أشرف المجالس وأعلاها الجلوس مع الفكرة في ميدان التوحيد" وفي هذا الميدان تتجلى عظمة الله تعالى، وكمال قدرته، وحقارة الأفعال العظام التي تتحير فيها الأفهام، قال تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:67].
قال العارف ابن عطاء الله –رحمه الله تعالى-: "الفكرة سير القلب في ميدان الأغيار، الفكرة سراج القلب، فإذا ذهبت فلا إضاءة له، الفكرة فكرتان، فكرة تصديق وإذعان، وهي لأرباب الاعتبار المستدلين بالصفة على الصانع، وبالمخلوق على الخالق، أخذاً من قوله سبحانه وتعالى: {قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ} [يونس:101]، وقوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ} [فصلت:53]، وفكرة أهل شهود وعيان، وهم الذين عرفوا الصنعة بالصانع، وشهدوا الخلق بالخالق؛ استمداداً في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت:53]. فربنا الله كما قال عن نفسه حين سألت قريش الرسول –صلى الله عليه وآله وسلّم- فقالوا: يا محمد صف لنا ربك الذي تدعونا إليه فنزلت سورة الإخلاص بقوله تعالى: {قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ * ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص:1-4]، فدلّ الله سبحانه على جميع صفات الكمال إذ الواحد الحقيقي ما يكون منزّه الذات عن أنحاء التركيب والتعدد وما يستلزم أحدهما كالجسمية والتميز، ولا يقال للصفات أنها أعضاء أو جوارح أو أدوات أو أركان؛ لأن الركن جزء الماهية، وهو قوله تعالى الأحد الصمد لا يتجزأ سبحانه وتعالى، والأعضاء فيها معنى التفريق والتعضية أي التقطيع، وجعل الشيء أعضاء تعالى الله عن ذلك. كما أنه منزّه أن يحيط به شيء من مخلوقاته، وأن يكون مفتقراً إلى شيء منها العرش أو غيره، ولا يسعنا إلا أن نستسلم لله تعالى ونؤمن. قال تعالى: {وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ} [البقرة:285]، ونسأله كما سأله سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- اللهم إيماناً كإيمان العجائز. والله الهادي إلى سواء السبيل وهو الأعلم بالصواب.
 

 
 (7)  (9) (302)  
  10 9 8 7 6 5 4 3 2 1  مزيد