الموضوع
الكلمة/الجملة
اسأل هنا

 
الموضوع قضايا متفرقة رقم الفتوى 0244
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي المفتي انا طالب ادرس في بلد مسيحي اجنبي وهنا الطلاب
يدفعون المال لكي ينجحوا في الامتحانات وقد كنت انا اساعد هؤلاء الطلاب بتوصيل هذا المال للشخص الذي يذهب للاستاذ ويعطيه المال وكنت اخذ من هذا المال اي كنت اقول للراشي المبلغ الكامل على سبيل المثال 100 ف انا اخذ نسبه والشخص الاخر ياخذ نسبه والاستاذ المبلغ المتبقي مع عدم علم الراشي كم المبلغ الواصل لكل منا هل هذا مال حرام؟ ام لا فاذا نعم ولله نادم واريد التوبه ولكن لا املك الان كيف ان ارجع المال لاصحابها فمنهم اشخاص معلومون واخاف ان اخبرهم ومنهم اشخاص لا اعرفهم ابدا … كيف يمكنني التوبه من هذا وماذا يجب علي ان افعل مع العلم ان جميع الاشخاص مسيحييين ليسوا مسلميين وهل يجوز ان اتصدق عنهم في مال المسلمين لاتوب او ماذا افعل ارجكوكم اخبروني؟
جزاكم الله كل الخير
الجواب
إن الرشوة حرام بنص القران قال تعال في وصف يهود سماعون للكذب اكالون للسحت (سورة المائدة/ الآية 42) والسحث هو الرشوة وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الراشي والمرتشي وفي رواية والرائش (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والرواية الأخرى عن ثوبان رضي الله عنه والحديث رواه احمد) وهكذا فكل اطراف الرشوة آثمون فمن بذل المال آثم وكذلك من اخذه وقبله وكذلك الوسيط.
وعلى السائل التوبة النصوح قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ (سورة التحريم / الآية 8) فعليك الندم على ما فات والعزم على ترك الاثم وعدم العودة اليه وعليك التخلص من المال الحرام ببذله للفقراء والمساكين او دفعه لمصلحة عامة والله تعالى اعلم.
الموضوع قضايا متفرقة رقم الفتوى 0245
السؤال
انا فتاة ملتزمة دينيا بشكل كبير، وفي يوم كنت في مجتمع و كان يجب ان نتكلم عن العبادات التي نقوم بها خلال يومنا، عندما تكلمت عن عبادتي الجميع تفاجأ من كثرها رغم صغر سني.
ولكن مأخرا بدأت اشعر ان العبادة ثقيله علي، وعدت لسماع الاغاني بعد انقطاع، وبدأت افعل معاصي لم اتوقع انني ممكن ان افعلها يوما.
مع العلم انه بعد ارتكاب اي معصية اشعر بالذنب الكبير واستغفر.
الجواب
بداية أصابك العُجب بنفسك لكثرة عباداتك كما ذكرت في سؤالك وهذا من المهلكات فعن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه (اخرجه البزار والطبراني والبيهقي في الشعب بسند ضعيف وورد في الحدبث ان رجلا ذكر بخير للنبي صلى الله عليه واله وسلم، فأقبل ذات يوم فقالوا: يا رسول الله هذا الذي ذكرناه لك فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إني ارى في وجهه سفعة من الشيطان فسلم ووقف على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اسألك بالله حدثتك نفسك ان ليس في القوم افضل منك قال: اللهم نعم. (اخرجه أحمد والبزار والدار قطني من حديث انس رضي الله عنه). فليحمد الله تعالى من وفقه لطاعته وحسن عبادته فذلك هدى وفضل من الله جل جلاله للعبد فعليك ان تتق الله تعالى في نفسك وتتوجهين اليه بالدعاء ان يشرح صدرك لطاعته وذكره وتلاوة كتابه العزيز وان يسد مداخل الشيطان عنك ويعينك على الصلاة بخشوع ويجعلك من الخاشعين قال تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون (سورة البقرة الآيتان 45,46) وان يجنبك صفات المنافقين في قوله تعالى: (ولا يأتون الصلاة وهم كسالى (سورة التوبة الآية 54) ولا شك ان فيك الخير انت تلومين نفسك على الذنب وتستغفرين الله تعالى وهذا من التوبة والعودة الى رحاب الله تعالى الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير وفي هذا الكفاية والاشارة والله تعالى اعلم.
الموضوع قضايا متفرقة رقم الفتوى 0246
السؤال
لدي زميلة مؤذية جدا وحسوده وتغار من الجميع على اتفه الاسباب.
انها تؤذيني وتتكلم عني وراء ظهري وتحسدني على الكثير من الامور في حياتي، وتتدخل في خصوصيات حياتي كثيرا، ايضا تحاول احيانا ان تسخر مني في بعض الامور.
وتبقى دائما تراقب حياتي ونجاحاتي وتحاول تقليدي، انا غير موفقه في حياتي بسبب انها تراقبني كثيرا اعوذ بالله منها من شرها.
عندما اغضب كثيرا من تصرفاتها اذهب الى صديقتي واتكلم عن تصرفات زميلتي المؤذيه، هل هذا يعتبر حرام ومن النميمة او الغيبة؟
الجواب
ما ورد في السؤال يشير الى انفعال السائلة وعدم تركيزها اذ كيف تكون نجاحاتي وانا غير موفقة في حياتي ثم كيف عرفت انها نتكلم عنك وراء ظهرك وتحسدك؟!فالعلاقات كلها خلل وضرر أما بالنسبة للنميمة والغيبة فحرام ويمكنك ان تعرفي بنفسك ما تقومين به وذلك من خلال الحديث الشريف فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله اعلم: قال: ذكرك أخاك بما يكره، قال: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته (رواه مسلم) فالبهتان يجمع الكذب والغيبة والله تعالى اعلم.
الموضوع قضايا متفرقة رقم الفتوى 0247
السؤال
‎عندي سؤال انا مقتنعه تماما ان في ناس في الدنيا اشرار ويستحقو العقاب اللي هما المعاندين مع الله ولا يهمهم هل هم يرضون الله ام لا فهم اختارو الابتعاد عن الله بانفسهم،اما سؤالي هنا عن اصحاب الديانات ايه حكمة ربنا انه يكون في كذه دين والمفروض على الانسان بمحدوديته ان يتوصل للدين الصحيح والا سيخلد في النار!للاسف كل الاديان تقول هذا وده موضوع دايما بفكر فيه انه اين عدل الله ورحمته هنا،ان يعيش انسان كل حياته من اجل الله في النهايه يخلد في النار فقط لانه اختار الدين الخطأ،ولا تقول لي ان الدين عند الله الاسلام ولا يوجد دين غيره وكل باقي الديانات من اختراع البشر لانه بالفعل يوجد في العالم ديانات كثيره حتى لو بمفهوم الاسلام كلها خاطئه ولكن كل شخص لديه ديانه فهو مؤمن بنفس الكلام ان ديانته هي الصحيحه وان الباقي على باطل وان من لم يؤمن بديانته يخلد في النار حرفيا كل الديانات تقول ذلك،فما حكمة الله في ذلك واين عدله ورحمته ان يخلقنا بعقل محدود فنحن لا نملك علم الغيب مثلا ثم يوجد لنا عدة ديانات كثيره ويقول اختارو انتو الديانه الصح اللي ترضيني ولو اختارتو غلط هتخلدو في النار!!!حتى لو كنت شخص افنيت حياتي كلها في محبة وعلادة الله ولكن يوم القيامه ظهر اني على الدين الخطأ،ارجو الرد المقنع لي لان تلك الفكره اصابتني بالاكتئاب والخوف الشديد فانا حقا فقط ارغب في رضا الله عني وان اكون معه ولكن تلك الفكره عملتلي لغبطه شديده وخوف
الجواب
إن الله تعالى خلق آدم وإن كل البشر يعودون إلى هذا الأب الواحد قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا (سورة النساء/ الآية 1) وقال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا (سورة الأعراف/ الآية 189) وقال تعالى: خَلَقَكم مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنها زَوْجَها (سورة الزمر/ الآية 6) وإن الخالق الواحد الأحد الرحمن الرحيم يعلم ما نبدي وما نخفي وما نسر وما نجهر به قال تعالى: وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (سورة الملك / الآيتان 13، 14) وإن من عدله انه بعث الرسل مبشرين ومنذرين قال تعالى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (سورة النساء / الآية 165) وقال تعالى: مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (سورة الاسراء / الآية 15) وقال تعالى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۚ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (سورة القصص / الآية 59) ولقد بعث الله تعالى رسولا الى كل امة قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ (سورة النحل / الآية 36) وقال تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (سورة فاطر / الآية 24) وكان كل رسول بلسان قومه قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحكيم (سورة ابراهيم / الآية 4) وكانت دعوة الرسل جميعا توحيد الله تعالى وعبادته ووحدة الدين وهو الاسلام ويتجلى ذلك في آيات كثيرة على لسان كل رسول في دعوته لقومه فأب الانبياء ابراهيم عليه السلام كان مسلما قال تعالى: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (سورة آل عمران / 67) وقال تعالى عن ابراهيم عليه السلام إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (سورة البقرة / الآية 131133).
وهكذا فالدين واحد هو الاسلام وإن اختلفت الشرائع قال تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا (سورة المائدة / الآية 48) إلى ان ختم الرسل بخاتمهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (سورة الأحزاب / الآية 40) وجاء صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة الخاتمة الاسلام قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (سورة المائدة / الآية 3) وقال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (سورة آل عمران / الآيتان 19،20) وعليه فإن دين الله الذي لم يحرف هو الاسلام وهو دين الله للعالمين يخسر آخرته من حاد عنه قال تعالى: قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (سورة آل عمران / الآيتان 85،84).
وإذا ما عدنا الى الانسان فإن الله تعالى خلقه على الفطرة قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (سورة الروم / الآية 30) وفي الحديث عن الأسود بن سريع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: كل مولود يولد على الفطرة حتى يُعربَ عنه لسانه فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسامه (رواه ابو يعلى في مسنده والطبراني في الببر والبيهقي في المسند كما ورد عن ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم) فالانسان ابن بيئته ولكنه يكبر ويعقل إما أن لا يأبه لما هو عليه وإما أن يميز ويختار وإما ان يتبع هواه ويستر له الشيطان وهكذا فالانسان الخيار قال تعالى: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (سورة الكهف / الآية 29) وقال تعالى: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ (سورة البقرة /256)
ومن رحمة الله تعالى وعدله انه رفع القلم والتكليف عن من لا يملك ارادته فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل (رواه احمد في مسنده وابو دواد والنسائي وابن ماجه والحاكم) فالمرفوع عن الصبي قلم المؤاخدة لا قلم الثواب فله الخير دون الشر وبعد اليس من العدل وقد منح الله تعالى الانسان العقل وقد ارسل الرسل وأقام الحجج والبينات والدلائل في النفس والخلق والكون أن يجازي كل نفس على اخيارها قال تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) (سورة الشمس/الآيات 710) وقال تعالى: مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (سورة فصلت/الآية 46) وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (سورة الجاثية / الآية 15) وقال تعالى: مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (سورة الروم/ الآية 44) ولا يسعني الا ان اردد قوله تعالى: رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (سورة آل عمران/ الآية 8) وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين على نعمة الاسلام والله تعالى اعلم.
الموضوع قضايا متفرقة رقم الفتوى 0248
السؤال
في بالجامعة منتشرين الاحباش وبحكو مع الطلاب وبحاولو يقنعوهم وبوزعو عليهم كتب وبخربو الاساس العقائدي الموجود واحنا كفريق اعلامي بدنا نوعي الطلاب حول هذا الموضوع كيف ممكن نحكي عنهم بدون هجوم
الجواب
أذكر أنني التقيت مع مؤسسهم وممثليه وبحضور الباحثين في دائرة الإفتاء العام وقد تحدثت عن دعوة الرسول صلى الله عليه واله وسلم وهو الأسوة الحسنة والقدوة التي لا تنطق عن هوى كيف كان يدعو وأنه لم يهدم فكراً الا كان البديل الحسن وهكذا حتى في الأسماء والمسميات، فما بديل ما يدعون إلى هدمه ولهم كتب بذلك يتصدر كل كتاب اسم من يخالفونه فأين البناء وأين البديل؟ كما أشرت على مسامع الحضور أن كتاب العقيدة عندهم يُعلم المحظور من خلال ضرب الأمثلة وقد أخذ شيخهم الملاحظات بقبول واهتمام في الظاهر والله يتولى السرائر واكتفي بذلك ولا اشير إلى الكتب والمجلدات في الرد عليهم وذلك لما فيه اثارة لفتنة آثاروها مع تيارات ومدارس فكرية اسلامية، ونحن في أمس الحاجة لرص الصف وتوحيد الكلمة والله من وراء القصد وهو الأعلم بالصواب.
 

 
 (252)  (254) (910)  
  260 259 258 257 256 255 254 253 252 251 250  مزيد