الموضوع
الكلمة/الجملة
اسأل هنا

 
الموضوع الأطعمة والأشربة رقم الفتوى 0008
السؤال
فتوى شرعية
سماحة المفتي العام المحترم
ما حكم اكل لحم الخنزير وما حكم بيعه وشرائه؟
الصحفي : حسين العموش / جريدة الدستور
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
يحرم أكل لحم الخنزير وسائر أجزاء بدنه الا لضرورة لما ثبت في الكتاب والسنة والاجماع قال تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ ٱللَّهِ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [البقرة:173]، وقال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ وَٱلْمَوْقُوذَةُ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلاَمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٱمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة:3]، وقال تعالى: {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَآ أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَىٱ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنعام :145]، وقال تعالى:{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلْدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخَنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النحل:115] ، لانه نجس العين وصفه الله تعالى بالرجس و أجمع الفقهاء على عدم صحة بيع الخنزير وشرائه لحديث جابر رضي الله تعالى عنه: ان الله تعالى ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والاصنام فقيل: يا رسول الله، أرايت شحوم الميتة فانها يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس فقال: "لا، هو حرام" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند ذلك: "قاتل الله اليهود إن الله لماحرم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه" فعلى المسلم ان يتقي الله تعالى في نفسه وماله ومأكله ومشربه ومعاملاته وسائر أمره، والله تعالى أعلم.
الموضوع الأطعمة والأشربة رقم الفتوى 0009
السؤال
فضيلة المفتي العام المنتدب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
احيط علم فضيلتكم ان اخي مضرب عن الطعام قرابة الشهر، الان وهو في احد السجون خارج الوطن العربي، وتدهورت صحته، ونريد اعلامه بان الاضراب عن الطعام يغضب الله سبحانه وتعالى، فطلب مني فتوى من رجال الدين الثقة، ولذلك فاني لجأت الى فضيلتكم لاعطائي فتوى بذلك.
ولكم جزيل الشكر
مقدمه: د. (ل ج)
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
فان المحافظة على النفس ضرورة من الضرورات الخمس وهي: الدين والنفس والعقل والنسل والمال، فيحرم قتل النفس، سواء كانت مؤمنة او معاهدة الا بالحق الذي يوجب قتلها،قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ} [الأنعام:151] فالاعتداء على النفس جناية وكبيرة من الكبائر، قال تعالى:{مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} [المائدة:32]، كما يحرم على الانسان قتل نفسه او اتلاف أي عضو من اعضائه دون مقصد شرعي قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ} [النساء:29] فالنفس ليست ملك صاحبها، وانما بأمر الله تعالى القائل: {تَبَارَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ} [الملك1-2]
ومن المعلوم من الدين بالضرورة ان الاسلام دين يسر ورحمة، يحرص على حفظ النفس ويحول دون الحاق الاذى والضرر بها، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه، انه لما بعث في غزوة (ذات السلاسل) قال: احتلمت في ليلة شديدة البرودة، فاشفقت ان اغتسل ان اهلك، ثم صليت باصحابي صلاة الصبح، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له، فقال: يا عمرو صليت بأصحابك وانت جنب؟ فقلت: ذكرت قول الله عز وجل: {وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} [النساء:29] فتيممت ثم صليت، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا.
وبمثل ذلك بين الرسول صلى الله عليه وسلم ان تجاوز الحد والتشدد ولو بقصد الطاعة يعتبر اثمًا، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: خرجنا في سفر فأصاب رجل منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم،فسأل اصحابه هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا ما نجد لك رخصة، وانت تقدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبر بذلك فقال: "قتلوه قتلهم الله،ألا سألوا إذا لم يعلموا؟ فإنما شفاء العي(الجهل) السؤال إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر أو يعصب على جرحه بخرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده".
واذا كان الاسلام ينكر قتل نفس بغير حق، فان قتل الانسان لنفسه حرام سواء اكان ذلك بصورة مباشرة او غير مباشرة دون مقصد شرعي، فعن ابي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "من قتل نفسه بحديدة في يده يتوجأ (يطعن بها نفسه) في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها ابدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو مترد في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها ابدًا".
بل نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم أي مواصلة صوم يومين فأكثر بدون تناول شيء بالليل مطلقًا وذلك حرصًا للمداومة على الطاعة ودرءًا للمشقة التي لا تحتمل فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اياكم والوصال مرتين، قيل: انك تواصل، قال: اني ابيت عند ربي يطعمني ويسقيني فأكلفوا من العمل ما تطيقون".
وفي حديث الباهلي رضي الله عنه: انه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم اتاه بعد سنة، وقد تغيرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله أما تعرفني؟ قال: ومن انت؟ قال: انا الباهلي الذي جئتك عام الأول، قال: فما غيرك، وقد كنت حسن الهيئة، قال: ما أكلت منذ فارقتك الا بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم عذبت نفسك؟ ثم قال: صم شهر الصبر (رمضان) ويومان من كل شهر".
وحين نوى عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما صوم الدهر ، انكر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك وقال له: " لا تفعل صم وافطر، وقم ونم، فان لجسدك عليك حقًا، وان لعينيك عليك حقًا، وان لزوجك عليك حقًا، وان لزورك(ضيفك) عليك حقًا، وان بحسبك ان تصوم من كل شهر ثلاثة ايام "، وفي رواية : "انك لتصوم الدهر وتقوم الليل؟ قلت: نعم، قال: انك اذا فعلت ذلك هجمت له العين(ضعفت) وتفهت له النفس(سئمت وكلت) لا صام من صام الدهر، صوم ثلاثة ايام صوم الدهر كله"
وعليه فان الاضراب عن الطعام لا يمكن ان يرقى الى مرتبة العبادة ومقصد الطاعة والتقرب لله تعالى، وهو ينافي مقاصد الاسلام في القوة والحفاظ على النفس، ولذا فانه يحرم مواصلة الاضراب عن الطعام بهذه الصورة المذكورة في السؤال لما يلحق بالنفس من أذى وضرر وضعف قد يؤدي الى الموت والهلاك وخسارة الدنيا والآخرة، وفيه نفع لاعدائه، فانصحه واذكره بالله تعالى وباحكام الدين الحنيف،{فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً} [الشرح5-6] ، وان يتوجه الى الله تعالى في ضيقه وكربه، بالدعاء، فالله قريب، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186]، فعليه الدعاء والله المستعان وهو المجيب، {وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيٰ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60]، وما عليه إلا ان يبذل مع الدعاء الخالص ما بوسعه من عمل خالص لوجهه تعالى، {لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة:286] والله سبحانه يتولاه ويجعل له من بعد الضيق فرجًا ومخرجًا، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} [الطلاق:2-3] والله المستعان وهو تعالى أعلم.
الموضوع الأطعمة والأشربة رقم الفتوى 0010
السؤال
فضيلة المفتي العام للمملكة بالوكالة المحترم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
السؤال: مسلم ملتزم اضرب عن الطعام منذ أربعة وعشرون يومًا وهو في سجن في احدى الدول الاجنبية، فما حكم امتناعه هذا عن الطعام والشراب والاستمرار فيه؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
فان المحافظة على النفس ضرورة شرعية وهي من الكليات الخمس التي تقوم عليها حياة الناس الدينية والدنيوية وتختل بدونها الحياة.
لهذا فانه يحرم على الانسان الحاق أي اذى بعضو من اعضائه او قتل نفسه لأنه لا يملكها وانما مالكها خالقها وهو الله تعالى سواء كان حتفه على الفور او ببطء فإنه يدخل فاعله في حكم المنتحر قال الله تعالى:{وَلاَ تَقْتُلُوْۤ أَنْفُسَكُمْ} [النساء:29] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدًا مخلدًا فيها ابدًا، ومن تحسى سمًا فقتل نفسه فسمه في يده يتحساهُ في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا ومن قتل نفسه بحديد فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالدًأ مخلدًا فيها ابدًا".
ولما كان الامتناع عن الطعام والشراب المؤدي الى هلاك النفس حرام ولو كان بقصد الصيام والتقرب الى الله تعالى فان الامتناع عنها حرام من باب أولى لغير العبادة ولانه تجاوز لحدودها بالوصال والاستمرار في الامتناع المؤدي الى الاسراع في الهلاك قال تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ} [البقرة:195]، ولما روي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم الى عسكره ومال الآخرون الى عسكرهم وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة الا اتبعها بضربها بسيفه فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأفلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنه من اهل النار" فقالوا: أينا من أهل الجنة ان كان هذا من اهل النار؟ فقال رجل من القوم: انا صاحبه ابدًا، قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه، واذا اسرع اسرع معه، قال: فيجرح الرجل جرحًا شديدًا فاستعجل الموت فوضع سيفه بالارض وذبابه بين ثدييه ثم تحمل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل الى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: اشهد انك رسول الله قال: "ما ذاك" ،قال:الرجل الذي ذكرت انفًا انه من اهل النار فأعظم الناس ذلك، فقلت: انا لكم به فخرجت في طلبه حتى جرح جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالارض وذبابه بين ثدييه ثم تحمل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ان الرجل ليعمل عمل اهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من اهل النار وان الرجل ليعمل عمل اهل النار فيما يبدو للناس وهو من اهل الجنة".
كما ان اللجوء الى الامتناع عن الطعام والشراب ينافي عقيدة المسلم في الصبر والمصابرة وفي تحمل الصعاب والضرر والاذى واحتساب ذلك في سبيل الله تعالى، قال تعالى: {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200]
وقال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10]
وقال صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرًا يصب منه" وقال: "ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولاهم ولا حزن ولا اذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه"
وان اللجوء الى الامتناع عن الطعام والشراب اسلوب من اساليب غير المسلمين ومحاكاة وتقليد لهم، وحتى لا يقع المسلم في المحظور بقتل نفسه التي هي اشد خطرًا من قتل غيره بغير حق لان اهلاك الانسان لنفسه اشد فسادًا واعظم خطرًا من قتل غيره وفيها اهانة لانسانية الانسان ومنافاة لتكريم الله تعالى له.
لهذا كله فان الامتناع عن الطعام والشراب المؤدي الى الهلاك حرام شرعًا يتحمل صاحبه الاثم كما يتحمل الاثم كل من اعانه او حرضه على ذلك او شاركه فيه، والله تعالى أعلم.
الموضوع الأطعمة والأشربة رقم الفتوى 0011
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله

متى يكون الانسان مدمن خمر يعني كل من شرب خمرا، ولو بقترات متباعدة ام من يشربه باستمرار فان لي ابن اخت يشربه بشكل متباعد وهو يجادلني بانه ليس مدمنا فهل هذا صحيح

افيدونا بارك الله بكم وجزاكم خيرا
الجواب
كل من يداوم على شرب الخمر، ويستمر ولا يتوب فهو مدمن فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " مدمن الخمر إذا مات لقي الله كعابد وثن" وعنه رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا عاقٌ ولا منان".
وما ورد في السؤال جدل غريب فشرب الخمر حرام كثيره أو قليله وشاربه ملعون، وعدم التوبة من الوقوع في الحرام اصرار على الحرام وطاعة للشيطان ومخالطة الأشرار والولوج إلى الشر فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر" وقد بين الله تعالى في كتابه العزيز مفاتيح شرورها ولذا قرنها بما يفسد على المسلم دينه وآخرته ودنياه فقال تعالى: {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِي ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ * وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ} [المائدة:90-92] والله من وراء القصد وهو الأعلم بالصواب.
الموضوع الأطعمة والأشربة رقم الفتوى 0012
السؤال
ماحكم الاكل في الشارع ؟
الجواب
يكره لأنه ليس من المروءة أي ان الأكل في الشارع يشين فاعله والله تعالى أعلم.
 

 
 (172)  (174) (909)  
  180 179 178 177 176 175 174 173 172 171 170  مزيد