السورة
الآية
اسأل هنا

 
السورة النساء رقم الآية 1
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا فضيلة الشيخ ارجو الاجابة على سؤالي بشكل مفصل وآسف على هذا السؤال ولكن مهم بالنسبة لنا ولتوضيح الامر واغلاق الباب امام المنافقين والملحدين الذين يحاولون الاساءة الى رسولنا الكريم هل كان للرسول (صلى) إماء يتسرى بهن وهل تزوج الرسول الكريم مريم القبطية ام تسرى بها وانجب منها من غير زواج كما ارجو شرح قصة زواج الرسول الكريم من زينب بنت جحش وقصة طلاقها من زيد كما ارجو شرح حادثة الافك مع ام المؤمين عائشة رضي الله عنها وجزاكم الله خيرا
الجواب

لغوي

-

مأثور

السائل الكريم حفظك الله تعالى: إن التسري بالإماء وهن ما ملكت الأيمان أمر أباحه الله تعالى في كتابه، في مثل قوله تعالى: {إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 6]، وهذا الحكم ليس بعيب ولا حرام سواء فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أصحابه الكرام أو من جاء بعدهم من المؤمنين من التابعين فمن بعدهم، واليوم لا توجد في مجتمعاتنا إماء بالمعنى المقصود شرعاً فلا تسري، وما يحاول أن أن يسيء به المنافقون والملحدون فلن يضيروا أهل الإيمان والإسلام شيئاً، فلا تبتئس من هذا الذي يقولون سواء كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إماء يتسرى بهن أم لم يكن. وكثير من الملحدين والمنافقين الذين ذكرتهم يعيرون المؤمنين بمثل هذه المسألة ـ مع أنه لا ذم بها بعد إباحة الله تعالى ـ وينسون أنفسهم وما هم غارقون به من الزنى وأنواع المفاسد والقبائح ! وهم أحق أن يعابوا بتلك المفاسد. 1و2- أما إماء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اللاتي تسرَّى بهن، فقد قال الحافظ ابن كثير في الفصول في سيرة الرسول ص (109): [وقد كان له من السراري اثنتان. وهما: مارية بنت شمعون القبطية، أم إبراهيم ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أهداها له المقوقس صاحب إسكندرية ومصر، ومعها أختها شيرين وخصي يقال له مابور وبغلة يقال لها: الدلدل ، فوهب صلى الله عليه و سلم شيرين إلى حسان بن ثابت فولدت له عبد الرحمن. وتوفيت مارية في محرم سنة ست عشرة، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحشر الناس لجنازتها بنفسه ، وصلى عليها ودفنها بالبقيع رضي الله عنها. و أما الثانية فريحانة بنت عمرو، وقيل: بنت زيد، اصطفاها من بني قريظة وتسرى بها، ويقال: إنه تزوجها، وقيل: بل تسرى بها، ثم أعتقها فلحقت بأهلها. وذكر بعض المتأخرين أنه تسرى أمتين أخريين، والله تعالى أعلم]. وبذلك تكون مارية القبطية سرية وأَمَة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وقد جاء في تفسير الجلالين ص (558): [{ .. إلا ما ملكت يمينك} من الإماء فتحل لك وقد ملك صلى الله عليه وآله وسلم بعدهن مارية وولدت له إبراهيم ومات في حياته]. هذا جواب السؤال الأول والثاني. 3- وأما قصة زواج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيدة زينب أم المؤمنين رضي الله عنها فقد وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى : {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيۤ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب: 38]. قال ابن كثير في تفسيره (3/593): [يقول تعالى مخبراً عن نبيه صلوات الله وسلامه عليه إنه قال لمولاه زيد بن حارثة وهو الذي أنعم الله عليه، أي: بالإسلام ومتابعة الرسول، عليه أفضل الصلاة والسلام: {وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} أي: بالعتق من الرق، وكان سيدًا كبير الشأن جليل القدر حبيبًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يقال له: الحِبّ، ويقال لابنه أسامة: الحِبّ ابن الحِبّ .. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد زَوّجه بابنة عمته زينب بنت جحش الأسدية - وأمها أميمة (5) بنت عبد المطلب - .. ، فمكثت عنده قريباً من سنة أو فوقها، ثم وقع بينهما، فجاء زيد يشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعل رسول الله يقول له: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ}. قال الله تعالى: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} .. الله أعلم نبيه أنها ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها، فلما أتاه زيد ليشكوها إليه قال: اتق الله، وأمسك عليك زوجك. فقال: قد أخبرتك أني مُزَوّجكها، وتخفي في نفسك ما الله مبديه .. وقوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا}: الوطر: هو الحاجة والأرب، أي: لما فَرَغ منها، وفارقها، زَوّجناكها، وكان الذي وَلي تزويجها منه هو الله عز وجل، بمعنى: أنه أوحى إليه أن يدخل عليها بلا ولي ولا مهر ولا عقد ولا شهود من البشر. عن أنس رضي الله عنه قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لزيد بن حارثة: ((اذهب فاذكرها علي)). فانطلق حتى أتاها وهي تُخَمِّر عَجينها، قال: فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكرها، فوليتها ظهري ونكصت على عقبي، وقلت: يا زينب، أبشري، أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكرك. قالت: ما أنا بصانعة شيئاً حتى أؤامر ربي عز وجل. فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخل عليها بغير إذن. ولقد رأيتنا حين دَخَلَتْ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أطعمنا عليها الخبز واللحم ..]. هذه مختصر قصة السيدة زينب أم المؤمنين رضي الله عنها. 4- وأما حادثة الإفك: أما قصة الإفك فملخصها أن جماعة من المنافقين رموا السيدة عائشة أم المؤمنين بالإفك أي ببعض تلك المفاسد، وقد برأها الله تعالى من ذلك في قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإِثْمِ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ، لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ} [النور: 11-12]. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/327): [هذه العشر آيات كلها نزلت في شأن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوه من الكذب البحت والفرية التي غار الله عز وجل لها ولنبيه صلوات الله وسلامه عليه, فأنزل الله تعالى براءتها صيانة لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ} أي جماعة منكم يعني ما هو واحد ولا اثنان بل جماعة, فكان المقدم في هذه اللعنة عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين, فإنه كان يجمعه ويستوشيه, حتى دخل ذلك في أذهان بعض المسلمين فتكلموا به, وجوزه آخرون منهم, وبقي الأمر كذلك قريباً من شهر حتى نزل القرآن, وسياق ذلك في الأحاديث الصحيحة]. فقال ابن كثير في تفسيره: [ ذكروا أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد أن يخرج لسفر أقرع بين نسائه, فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معه, قالت عائشة رضي الله عنها: فأقرع بيننا في غزوة غزاها, فخرج فيها سهمي, وخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك بعدما أنزل الحجاب, فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه مسيرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غزوة وقفل ودنونا من المدينة, آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذن بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش, فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فلمست صدري, فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع, فرجعت فالتمست عقدي, فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلونني فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب, وهم يحسبون أني فيه, قالت: وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم يثقلنّ ولم يغشهن اللحم, إنما يأكلن العلقة من الطعام, فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه, وكنت جارية حديثة السن, فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعدما استمر الجيش, فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب, فتيممت منزلي الذي كنت فيه, وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي, فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيناي فنمت, وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش, فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم, فأتاني فعرفني حين رآني, وقد كان يراني قبل الحجاب, فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني, فخمرت وجهي بجلبابي, والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته, فوطىء على يدها فركبتها, فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة, فهلك من هلك في شأني, وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ابن سلول, فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمناها شهراً والناس يفيضون في قول أهل الإفك, ولا أشعر بشيء من ذلك, وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اللطف الذي أرى منه حين أشتكي, إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيسلم ثم يقول: كيف تيكم ؟ فذلك الذي يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعدما نقهت, وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلاً إلى ليل, وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه في البرية وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها في بيوتنا, فانطلقت أنا وأم مسطح وهي بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف, وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق, وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب, فأقبلت أنا وابنة أبي رهم أم مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا, فعثرت أم مسطح في مرطها, فقالت: تعس مسطح, فقلت لها: بئسما قلت تسبين رجلاً شهد بدراً ؟ فقالت: أي هنتاه ألم تسمعي ما قال ؟ قلت: وماذا قال ؟ قالت فأخبرتني بقول أهل الإفك, فازددت مرضاً إلى مرضي, فلما رجعت إلى بيتي دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسلم, ثم قال: كيف تيكم ؟ فقلت له: أتأذن لي أن آتي أبوي ؟ قالت: وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما, فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فجئت أبوي فقلت لأمي: يا أمتاه ما يتحدث الناس به ؟ فقالت: أي بنية هوني عليك, فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها. قالت: فقلت سبحان الله أوقد تحدث الناس بها, فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم, ثم أصبحت أبكي, قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي ويستشيرهما في فراق أهله, قالت: فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود, فقال أسامة: يا رسول الله هم أهلك ولا نعلم إلا خيراً. وأما علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير, وإن تسأل الجارية تصدقك الخبر. قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بريرة فقال: أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من عائشة ؟ فقالت له بريرة: والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمراً قط أغمصه عليها أكثر من جارية حديثة السن, تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله. فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يومه, فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول, قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر: يامعشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي, فو الله ما علمت على أهلي إلا خيراً, ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً, وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه فقال: أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه, وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا بأمرك, قالت: فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلاً صالحاً, ولكن احتملته الحمية فقال لسعد بن معاذ: لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله, فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة: كذبت(!) لعمر الله لنقتلنه, فإنك منافق تجادل عن المنافقين, فتثاور الحيان: الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائمٌ على المنبر, فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, قالت: وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم, وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي, قال: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت عليّ امرأة من الأنصار, فأذنت لها فجلست تبكي معي, فبينا نحن على ذلك إذ دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسلم ثم جلس, قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل, وقد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني شيء, قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين جلس, ثم قال: أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا, فإن كنت بريئة فسيبرئك الله, وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله ثم توبي إليه, فإن العبد إذا اعترف بذنبٍ ثم تاب, تاب الله عليه قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقالته, قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة, فقلت لأبي: أجب عني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فقال والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, قالت: فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أحفظ كثيراً من القرآن, والله لقد عرفت, أنكم قد سمعتم بهذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به, ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقونني بذلك, ولئن اعترفت بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقني, وإني والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا كما قال أبو يوسف { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي, قالت: وأنا والله حينئذٍ أعلم أني بريئة وأن الله تعالى مبرئي ببراءتي, ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى, ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله فيّ بأمر يتلى, ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها. قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله تعالى على نبيه, فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي أنزل عليه, قالت: فلما سُرّي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يضحك, فكان أول كلمة تكلم بها أن قال: أبشري يا عائشة أما الله عز وجل فقد برأك قالت: فقالت لي أمي: قومي إليه, فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله عز وجل هو الذي أنزل براءتي, وأنزل الله عز وجل { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ } العشر آيات كلها, فأنزل الله هذه الآيات في براءتي قالت: فقال أبو بكر رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة, فأنزل الله تعالى { وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى - إلى قوله - أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } فقال أبو بكر: والله إني لأحب أن يغفر الله لي, فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه, وقال: والله لا أنزعها منه أبداً. قال ابن شهاب: فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط, أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث الزهري ]. انتهى ما ذكره ابن كثير في تفسيره من قصة الإفك مختصراً. والقصة مذكورة بطولها في كتب السير والتفسير فيمكن مراجعتها، ونكتفي بهذا القدر لئلا نخرج إلى حد الإسهاب والإطالة. والله تعالى أعلم.

تفسير إشاري

-

شرعي

-

تفسير

-
المفسر: حسن بن علي السقاف
التاريخ: 9/18/2011
السورة النساء رقم الآية 1
السؤال
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته اسعد الله اوقاتك بكل خير شيخنا الفاضل السؤال هو / ما تفسير الآية (وما ملكت ايمانكم)
الجواب

لغوي

-

مأثور

-

تفسير إشاري

-

شرعي

-السائل الكريم حفظك الله تعالى : ( وما ملكت أيمانكم ) هم الإماء الرقيق من الإناث . وهذا لا يدخل فيه الخادمة التي تعمل في البيوت بالأجرة . قال ابن كثير في تفسيره : [ وما ملكت أيمانكم من الأرِقَّاء ] . وفي تفسير الجلالين : [ { إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أيمانكم } من الإماءِ ] . والله تعالى أعلم .

تفسير

-
المفسر: حسن بن علي السقاف
التاريخ: 7/5/2018
السورة النساء رقم الآية 3
السؤال
قال الله تعالي (الاية 3 ) من سورة النساء (وان خفتتم ان لا تقسطوا في اليتامي ....الخ الاية) ما هي علاقة اليتامي بنكاح النساء مثني وثلاث ..او لماذا ربط الله اسم اليتامي بتعدد الزواج في هذه الاية وجزاكم الله خيرا
الجواب

لغوي

-

مأثور

-

تفسير إشاري

-

شرعي

السائل الكريم حفظك الله تعالى ورعاك: علاقة اليتامى بنكاح النساء هنا أنهم كانوا يتساهلون في نكاح اليتامى بتقليل مهورهن، فأمرهم الله تعالى أن لا يظلموا يتامى النساء عند الزواج بهن بل يؤدوا إليهن مثل مهور غيرهن، قال الإمام القرطبي في تفسيره (5/11): [وروى الأئمة واللفظ لمسلم عن عروة بن الزبير عن عائشة في قول الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} قالت: يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها من غير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن من الصداق وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن. وذكر الحديث ]. والله تعالى أعلم.

تفسير

-
المفسر: حسن بن علي السقاف
التاريخ: 10/18/2015
السورة النساء رقم الآية 3
السؤال
(ما ملكت ايمانكم) لا استطيع فهم هذا الجزء من سورة النساء الآية الثالثة قرأت التفاسير الموجودة لها ولكني اجده صعبا ان يكون دين الاسلام دين العفو والسماحة يجبر فتاة او امرأة ان تجامع رجلا قد حارب اهلها وقد يكون قتل اخوها او ابوها حتى ولو على حق، وأن يستحلها لنفسه غصبا، وأيضا هل تحل له بعقد ام بدون، ولو بعقد فيشترط رضاها ولو بدون أليس هذا زنا؟
الجواب

لغوي

-

مأثور

-

تفسير إشاري

-

شرعي

السائل الكريم حفظك الله تعالى: من الصعب أن نفهم حالة لم ندركها ولا نعيشها اليوم أو لا توجد اليوم بحمد الله تعالى، وهي حالة وجود الإماء والجواري وكيفية وطريقة التعامل مع الرقيق، كما أنه يصعب مثلاً على المرأة التي نشأت في بيت غنى ولديها من يخدمها ويقوم على حاجتها أن تتفهم حالة المرأة التي نشأت في بيت فقر ولم تجد من يخدمها ويقوم على حاجاتها، وكذلك من تقوم بخدمة عائلتها وحلب ماشيتها مع العمل في الزراعة مثلاً، مع ملاحظة أن ديننا الحنيف أمر بإكرام النساء ومنهن الأم والزوجة وأولات الأرحام، وكلف الرجل بالنفقة عليها والإحسان إليها. والذي نفهمه من خلال ما قرأناه من كتب الفقه والتفسير والسير أنه إذا كان الرجل يملك جارية أو جواري فإنه لا يجوز أن يتركهن بلا زواج لأنهن بشر لهن شهوة فينبغي أن توجد طريقة لإشباع غرائزهن لئلا تنتشر فاحشة الزنا في المجتمع بسبب انحراف هذه الفئة فيه، وكانت هناك عدة طرق لتحقيق ذلك منها: 1- أن يزوج السيد جاريته من عبد من عبيده فيحصنهما جميعاً، وفي مثل هذه الحالة يحرم على السيد أن يقرب من تلك الجارية. 2- إذا تزوج السيد أمته أي ما ملكت يمينه، فأنجبت صار الولد حراً، وحرم بيع أم الولد، وتصبح حرة بموت السيد إذا لم يعتقها السيد. 3- أن يزوج السيد الأمة أو الجارية لرجل أجنبي. هذا وقد رغَّب الإسلام في العتق وجعله من جملة الطاعات والقرب التي يتعبد الناس بها الله سبحانه وتعالى، وحرم البغاء ومنه حمل الإماء على الزنا. قال الإمام القرطبي في تفسيره (12/254): [وفي صحيح مسلم عن جابر أن جارية لعبد الله بن أُبَى ـ بن سلول ـ يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة فكان يكرههما على الزنى، فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله عز وجل: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}]. ثم إن الأحكام التي شرعها الله تعالى لنا في كتابه العزيز بعد أن نفهمها جيداً يجب أن نسلم لله بها ونقول (سمعنا وأطعنا) لأن الله تعالى ـ خالقنا ـ هو الأعلم والأحكم بما فيه صالحنا ومنفعتنا. والله تعالى أعلم.

تفسير

-
المفسر: حسن بن علي السقاف
التاريخ: 2/21/2012
السورة النساء رقم الآية 3
السؤال
asalamo 3alaykom orido tafsir (ma malakta aymanokom) ma howa lma3na sahih minha wa jazakom laho 3ana khayra l jazae السلام عليكم، أرجو تفسير (ما ملكت أيمانكم) وما هو المعنى الصحيح منها. وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الجواب

لغوي

-

مأثور

-

تفسير إشاري

-

شرعي

السائل الكريم حفظك الله تعالى: تفسير {وما ملكت أيمانكم} هن الجواري الرقيق اللاتي كن يشترين بالمال، أي يبيعوهن ويشتروهن، ولسن الخادمات على اختلاف أنواعهن وبلدانهن، فالخادمات اللاتي يعملن بالأجرة اليومية أو الشهرية أو السنوية أو غير ذلك فليست أي واحدة منهن مما ملكت أيماننا، ويحرم اعتبارهن مما ملكت أيماننا من أي جهة من الجهات. قال الحافظ ابن كثير (1/585): [وقوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أي وحرم عليكم من الأجنبيات المحصنات، وهن المزوجات {إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}، يعني إلا ما ملكتموهن بالسبي فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن، فإن الآية نزلت في ذلك].

تفسير

-
المفسر: حسن بن علي السقاف
التاريخ: 5/2/2012
  Previous (0)   Next (2)  
 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1  مزيد