الموضوع
الكلمة/الجملة
اسأل هنا

 
الموضوع قضايا متفرقة رقم الفتوى 0008
السؤال
هل ياكل ابليس ويتكاثر مثل البشر وهل يمكن ان يتناسل مع البشر
الجواب
نعم يأكل كما ورد في الأحاديث الشريفة فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا اكل احدكم فليأكل بيمينه، واذا شرب فليشرب بيمينه، فان الشيطان ياكل بشماله ويشرب بشماله" وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ان الشيطان يحضر احدكم عند كل شيء من شانه حتى يحضره عند طعامه، فاذا سقطت لقمة احدكم فليأخذها ما كان بها من اذى ثم ليأكلها، ولا يدعها للشيطان، فاذا فرغ فليلعق اصابعه فانه لا يدري في أي طعامه البركة" وعنه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "اذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان لاصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء، واذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله، قال الشيطان: ادركتم المبيت، واذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: ادركتم المبيت والعشاء".
وعن امية بن فحشي الصحابي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل ياكل فلم يسم الله حتى لم يبق من طعامه الا لقمة فلما رفعها إلى فيه، قال: بسم الله اوله وآخره، فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: "ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه".
نعم يتكاثر الشيطان كما يتكاثر بنو آدم فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام فانها زاد اخوانكم من الجن" قال تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} [الكهف:50].
لكن لا زواج بين الإنس والشيطان قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً} [الروم:21] وقال تعالى: {خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [الزمر:6] وقال تعالى: {وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً} [فاطر:11] وقال تعالى: {فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً} [الشورى:11] وقال تعالى: {وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل:72] .
وأشير ان الشيطان من الاجسام الخفية عن الحواس وهي من الأرواح السفلية قال تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:27] والله تعالى أعلم.
الموضوع قضايا متفرقة رقم الفتوى 0009
السؤال
فضيلة المفتي العام بالوكالة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أبعث إلى فضيلتكم الاستدعاء المقدم من إمام مسجد الشركس/صويلح، والذي يبين فيه وضع قبلة المسجد المذكور وانحراف بناء المسجد عن اتجاه القبلة الصحيحة نحو الجنوب الغربي حوالي (30) درجة مما يجعل توجه المصلين في ذلك المسجد وأمثاله من المساجد قديمة البناء التي تنحرف قبلتها عن الاتجاه الصحيح إلى غير اتجاه الكعبة المشرفة قبلة المسلمين، وبوجود الأجهزة الحديثة والبوصلات الدقيقة فإنه قد أصبح من الممكن تحديد اتجاه القبلة الصحيحة والتوجه نحوها. فهل يجوز للمصلين في المساجد المنحرف بناؤها عن الاتجاه الصحيح للقبلة أن يصلوا حسب واقع البناء حتى ولو كان الاتجاه بين المشرق والمغرب، أم أن عليهم التوجه نحو القبلة الصحيحة التي يتم تحديدها من قبل المختصين في وزارة الأوقاف لكل من يرغب ببناء مسجد جديد أو إعادة تحديدها في المساجد القديمة البناء.
راجيا فضيلتكم التكرم بإعطاء الفتوى الشرعية لهذا الموضوع.
والسلام عليكم
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وآله وبعد،
فإن التوجه إلى القبلة شرط من شروط صحة الصلاة ، قال تعالى {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة:144]. وقال - صلى الله عليه وسلم- "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته" وقال في حديث آخر "فإذا قمت إلى الصلاة، فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة".
فيجب على المسلم أن يستقبل القبلة في صلاته ما دام قادرا على ذلك آمنا على نفسه ففرض على المشاهد للكعبة إصابة عينها، أما الغائب فعليه إصابة جهتها لأن التكليف بحسب الوسع والاستطاعة قال الله تعالى {لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة:286]، وقال صلى الله عليه وسلم "ما بين المشرق والمغرب قبلة" وحكم هذه الجهة مخصوص بالمخاطبين وهم أهل المدينة ومن في حكمهم كبلادنا وكل بلاد الشام، وعلى هذا ورد في صحيح البخاري باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام والمشرق ليس في المشرق ولا في المغرب قبلة، فحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم- يفيد إنه ليس بحتم استقبال عين القبلة لمن كان بعيداً عنها فإن ذلك غير ممكن، ولأن الصحابة رضي الله عنهم تحروا جهة القبلة وصلوا ولم ينكر عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ويقول ابن عمر - رضي الله عنهما- (إذا جعلت المغرب عن يمينك والمشرق عن يسارك فما بينهما قبلة إذا استقبلت القبلة).
كما إن الإجماع على صحة صلاة الاثنين المتباعدين إلى قبلة واحدة، وعلى صحة صلاة الصف الطويل على خط مستمر. فاليسر ورفع الحرج من أحكام الشرع الحنيف ومنها التوجه إلى القبلة إذ يمكن إدراك عين لقبلة لمن يصلي في المسجد الحرام، ولا يمكن ذلك لمن يصلي بمكة المكرمة نفسها ومن باب أولى من يصلي في مكان أبعد، ولقد وضح الرسول - صلى الله عليه وسلم- وبين ذلك بقوله "البيت قبلة لأهل المسجد، والمسجد قبلة لأهل الحرم، والحرم قبلة لأهل الأرض في مشارقها ومغاربها من أمتي".
إن تحري القبلة أمر مشروع بقدر المستطاع، وحيث يتيسر الآن تحديد جهة القبلة بصورة أدق مما مضى فعلى المصلين إتباع ما يحدده المختصون والموثوق بعلمهم بأدلة القبلة قال تعالى {فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل:43]، ويجب التوجه نحو الجهة التي يحددها أهل العلم والخبرة والاختصاص فهم أهل الاجتهاد والتحري.
أما الصلاة السابقة فهي صحيحة لأنها مبنية على تحر واجتهاد سابق كما أنها لم تخرج عن جهة القبلة أيضاً كما ورد في الأحاديث التي ذكرناها، ولما روى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – كان يصلى إلى بيت المقدس فنزلت {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة:144]. فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر، وقد صلوا ركعة فنادى ألا إن القبلة قد حولت فمالوا كما هم نحو القبلة، وفي هذا الحديث وأحاديث أخرى حول هذا الموضوع يشير إلى أن خبر القبلة وصل وقت العصر إلى من هو داخل المدينة المنورة، ووصل وقت الصبح إلى من هو خارجها، ولم يأمر الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – صحابته أو أحداً منهم بإعادة الصلاة، لأن صلاتهم صحيحة.
وأشير إلى أن التوجه إلى القبلة رمز وحدة للمسلمين لا رمز خلاف، وهي شرط لصحة عبادة الصلاة كما ذكرت فالقبلة ليست مقصورة بعينها لعبادتها فهذا كفر بلا خلاف بل المقصود طاعة الله ورضاه وامتثال أمره فالله تعالى يقول{وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة:115].
فعلى المختصين بوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ومن يمكن الاستعانة بهم يقع تعيين جهة القبلة بالدقة المكنة في المساجد القديمة وعليهم العمل بما يمكن أي مصل في أي مسجد معرفة جهة القبلة دون عناء.
وعليهم تحديد جهة القبلة للمساجد الجديدة قبل إنشائها ليقام البناء وفقاً للمقصود، ولتحقيق الغاية من العبادة في الطاعة والامتثال والمحبة والائتلاف، ودرءا للاختلاف ووقاية من تشكيك الأعداء وأهل الأهواء لبعض المسلمين في عبادتهم، ونشر بذور الاختلاف والفرقة بينهم قال تعالى {وَأَنَّ ٱلْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً} [الجن:18]، وليستمر الجامع جامعاً فلا يفرق ، تستوي فيه الصفوف، وتأتلف القلوب على الهدى والتقى مهما اختلفت الألوان والأجناس واللغات والأزمان فالكل في الله أخوة قال تعالى {إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]. وعلى درب الإيمان يرجــــون الأجر والثــــواب وليكون الفوز المنشود قــال الله تعالى {قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون:1].والله من وراء القصد وهو الأعلم بالصواب.
الموضوع قضايا متفرقة رقم الفتوى 0010
السؤال
أرجو أن أعلمكم بأن طبيعة العمل في أقسام المستشفى والتي ترتبط بشكل مباشر مع تقديم الخدمات الحياتية والفورية للمرضى ومنها أقسام العناية المركّزة والإسعاف والطوارئ والأشعة والمختبر...الخ وتستوجب بقاء مقدّمي هذه الخدمات على أهبة الاستعداد والوجود الدائم حفاظاً على حياة المرضى فقد تم التعميم على المناوبين (المنفردين) في هذه الأقسام بضرورة الصلاة في مواقع عملهم وعدم ترك هذه المواقع للذهاب للمسجد.
أرجو التكرم بإبداء الرأي الشرعي حول هذا الموضوع حتى يكون معتمداً عليه ومقبولاً من الجميع، وبارك الله فيكم.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
فإن الأعذار التي تبيح التخلّف عن صلاة الجمعة والجماعة المرضى فالمريض أو من يقوم على خدمته معذور شرعاً من التخلّف عن صلاة الجمعة والجماعة لقوله صلى الله عليه وسلم: "من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر قالوا: وما العذر يا رسول الله؟ قال: خوف المرض – لم تقبل منه الصلاة التي صلّى"، وقد كان بلال رضي الله عنه، يؤذّن بالصلاة ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو مريض فيقول: "مروا أبا بكر فليصلّ بالناس".
كما نصّ العلماء على أنه يعذر في ترك الجمعة والجماعة من كان لخ خبز في التنور أو كان ناطور بستان أو مستأجراً لا يمكنه ترك ما استؤجر على حفظه.
وعلى هذا فإن المناوبين العاملين في الإسعاف والطوارئ والأشعة والمختبر ونحو ذلك معذورون في ترك الجمعة والجماعة.. من باب أولى.
يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: (من فقه الرجل إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ) وإن من ينقطع عن الجماعة لعذر مشروع كما أشرت يحصل له ثواب الجماعة وهو في عبادة ما أخلص النية لله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" والله تعالى أعلم.
الموضوع قضايا متفرقة رقم الفتوى 0011
السؤال
سماحة مفتي المملكة الأردنية الهاشمية المكرّم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
فأعرض على سماحتكم، قضيتي هذه، راجية منكم إصدار الفتوى الشرعية التي تحكمها ... وجزائكم الله خيراً.
اشتريت قبل مدّة ورقة "يانصيب" وقد شاءت إرادة الله، أن تربح هذه الورقة مبلغاً من المال...
ولمّا كنت على نيّة أداء فريضة الحج، هذا العام مع زوجي. فقد نويت إنفاق ما ربحته، على مصاريف الحج، إلا أن إناساً، نصحوني بعدم القيام بذلك، كون المبلغ (مال حرام)... فهل هو كذلك؟
راجياً منكم إبداء الرأي الشرعي ... وشكراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وآله وبعد،
فإن اليانصيب غرر ومن طرق الكسب الحرام وهو من الميسر قال الله تعالى {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِي ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ} [المائدة:90-91].
ولمّا كان الحج أحد أركان الإسلام الخمسة وفريضة العمر، قال الله تعالى {وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ} [آل عمران:97]، فإن على كل مسلم مستطيع قادر على أدائه بإخلاص ليمحو الله تعالى به الذنوب. قال صلى الله عليه وسلم "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمّه" وكان سبباً في دخول الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم "الحجّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" لكن إن لم يجد المال الحلال فقد ذكر الفقهاء أنه يصح الحجّ فرضاً أو نفلاً من مال حرام وقاسوها كالصلاة في الأرض المغضوبة.
وعليه فعلى السائلة أن تحرص على أداء الحج على وجهة الصحيح فحجها جائز بل أنها تستخدم المال فيما يغضب الشيطان وتخالفه بذكر الله وطاعته ويعينها على التقوى والتوبة النصوح إن شاء الله تعالى. والله تعالى أعلم.
الموضوع قضايا متفرقة رقم الفتوى 0012
السؤال
فتوى شرعية
معالي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية المكرم
قرأت فتوى للجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاوى في الفتوى رقم 265 إن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بعد الأذان (بصوت مرتفع) هي بدعة، وإنما تكون الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بعد الأذان بالقلب، فلماذا ما زال الأذان الموحد لمساجدنا يكررها مع كل أذان؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
فإنه لا خلاف على الألفاظ المأثورة في الأذان ولا على جواز استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممن سمع الأذان لكن السؤال يشير إلى الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الأذان من المؤذن، فالشافعية والحنابلة قالوا بجواز ذلك بل إنه سنة، وأما الحنفية والمالكية فقالوا بأنه بدعة حسنة وفرق بين البدعة السيئة والبدعة الحسنة.
وأشير إلى المؤذن في الأذان الموحد عندنا يفصل بين الأذان وبين الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يدركه ويلحظه كل من يصغي إلى الأذان بل ويقولها بصوت منخفض ومختلف عن صوته في الأذان مما يدفع أي شبهة على أنها من الأذان.
ولا بد من الإشارة إلى أنه لا خلاف مع الفتوى الصادرة عن سماحة الشيخ عبد العزيز بــــن باز - رحمه الله تعالى /مفتي المملكة العربية السعودية السابق - سؤال رقم (6) تحت عنوان الإجابة عن أسئلة متفرقة في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحته 11/439، 440 حين سئل عن ما يفعله الناس عندنا في الأردن وبعض البلدان الأخرى من قول المؤذن بعد الأذان: اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين فهل في ذلك شيء؟ وما حكمه؟
فكانت الإجابة: هذا المقام فيه تفصيل: فإن كان المؤذن يقول ذلك بخفض صوت فذلك مشروع للمؤذن وغيره ممن يجيب المؤذن لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أذا سمعتم المؤذن فقولا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإن من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فأنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة...
وهكذا فالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندنا بعد الأذان مشروعة وبخلاف ما أشار السائل ونشكره على حرصه واهتمامه والله تعالى أعلم.
 

 
 (205)  (207) (910)  
  210 209 208 207 206 205 204 203 202 201 200  مزيد