الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَٰهِيمَ وَأَصْحَـٰبِ مَدْيَنَ وَٱلْمُؤْتَفِكَـٰتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

يقول تعالى واعظاً لهؤلاء المنافقين المكذبين للرسل { أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ، أي ألم تخبروا خبر من كان قبلكم من الأمم المكذبة للرسل، { قَوْمِ نُوحٍ } وما أصابهم من الغرق العام لجميع أهل الأرض إلا من آمن بعبده ورسوله نوح عليه السلام، { وَعَادٍ } كيف أهلكوا بالريح العقيم لما كذبوا هوداً عليه السلام، { وَثَمُودَ } كيف أخذتهم الصيحة لما كذبوا صالحاً عليه السلام وعقروا الناقة، { وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ } كيف نصره الله عليهم وأيده بالمعجزات الظاهرة عليهم وأهلك ملكهم نمروذ لعنه الله، { وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ } وهم قوم شعيب عليه السلام وكيف أصابتهم الرجفة وعذاب يوم الظلة، { وَٱلْمُؤْتَفِكَاتِ } قوم لوط وقد كانوا يسكنون في مدائن، وقال:وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ } [النجم: 53]، والغرض أن الله تعالى أهلكهم عن آخرهم بتكذيبهم نبي الله لوطاً عليه السلام، وإتيانهم الفاحشة التي لم يسبقهم بها أحد من العالمين، { أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ } أي بالحجج والدلائل القاطعات { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } أي بإهلاكه إياهم لأنه أقام عليهم الحجة بإرسال الرسل وإزاحة العلل، { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } أي بتكذيبهم الرسل ومخالفتهم الحق، فصاروا إلى ما صاروا إليه من العذاب والدمار.