قال قتادة: ذكر لنا " أن رجلاً من المنافقين قال: والله إن هؤلاء لخيارنا وأشرافنا، وإن كان ما يقول محمد حقاً، لهم شر من الحمير، قال: فسمعها رجل من المسلمين فقال: والله إن ما يقول محمد لحق، ولأنت أشر من الحمار، قال: فسعى بها الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره فأرسل إلى الرجل فدعاه فقال: " ما حملك على الذي قلت "؟ فجعل يلتعن ويحلف بالله ما قال ذلك، وجعل الرجل المسلم يقول: اللهم صدّق الصادق وكذب الكاذب " ، فأنزل الله الآية، وقوله تعالى: { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي ألم يتحققوا ويعلموا أنه من حادّ الله عزَّ وجلَّ أي شاقه وحاربه وخالفه { فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا } أي مهاناً معذباً، و { ذٰلِكَ ٱلْخِزْيُ ٱلْعَظِيمُ } أي وهذا هو الذل العظيم والشقاء الكبير.