الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } * { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } * { تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً } * { تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } * { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } * { لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ }

الغاشية من أسماء يوم القيامة، لأنها تغشى الناس وتعمهم، روي عن عمرو بن ميمون أنه قال: " مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ: { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ } فقام يستمع، ويقول: " نعم قد جاءني " " وقوله تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } أي ذليلة، وقال ابن عباس: تخشع ولا ينفعها عملها، وقوله تعالى: { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } أي قد عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه، وصليت يوم القيامة ناراً حامية، عن أبي عمران الجوني قال: مرَّ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بدير راهب، قال: فناداه: يا راهب، فأشرف، قال: فجعل عمر ينظر إليه ويبكي، فقيل له: يا أمير المؤمنين ما يبكيك من هذا؟ قال: ذكرت قول الله عزَّ وجلَّ في كتابه: { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً } فذاك الذي أبكاني، قال ابن عباس: { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } النصارى، وعن عكرمة والسدي: عاملة في الدنيا بالمعاصي، ناصبة في النار بالعذاب والإهلاك. قال ابن عباس: { تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً } أي حارة شديدة الحر، { تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } أي قد انتهى حرها وغليانها، وقوله تعالى: { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } قال ابن عباس: شجر من النار، وقال سعيد بن جبير: هو الزقوم، وعنه أنها الحجارة، وقال البخاري، قال مجاهد: الضريع نبت يقال له الشبرق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، وهو سم، وقال قتادة: { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } من شر الطعام وأبشعه وأخبثه، وقوله تعالى: { لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ } يعني لا يحصل به مقصود ولا يندفع به محذور.