الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } * { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ } * { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } * { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } * { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } * { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } * { فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً } * { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } * { إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } * { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } * { بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً }

يقول تعالى: { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } وذلك يوم القيامة، { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } أي استمعت لربها وأطاعت أمره فيما أمرها به من الانشقاق، وذلك يوم القيامة { وَحُقَّتْ } أي وحق لها أن تطيع أمره، لأنه العظيم الذي لا يمانع ولا يغالب، بل قد قهر كل شيء وذل له كل شيء، ثم قال: { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } أي بسطت وفرشت ووسعت، وفي الحديث " إذا كان يوم القيامة مد الله الأرض مد الأديم، حتى لا يكون لبشر من الناس إلاّ موضع قدميه " وقوله تعالى: { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } أي ألقت ما في بطنها من الأموات وتخلت عنهم، { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } كما تقدم، وقوله: { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } أي إنك ساع إلى ربك سعياً وعامل عملاً { فَمُلاَقِيهِ } ثم إنك ستلقى ما عملت من خير أو شر، عن جابر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال جبريل: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه " ، ومن الناس من يعيد الضمير على قوله { رَبِّكَ } أي فملاق ربك ومعناه فيجازيك بعملك ويكافئك على سعيك، قال ابن عباس: تعمل عملاً تلقى الله به خيراً كان أو شراً، وقال قتادة: { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } إن كدحك يا ابن آدم لضعيف، فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل ولا قوة إلاّ بالله، ثم قال تعالى: { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } أي سهلاً بلا تعسير أي لا يحقق عليه جميع دقائق أعماله، فإن من حوسب كذلك هلك لا محالة، روى الإمام أحمد " عن عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نوقش الحساب عذب " ، قالت، فقلت: أفليس قال الله تعالى: { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } ، قال: " ليس ذاك بالحساب، ولكن ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب " " وروى ابن جرير، " عن عائشة رضي الله عنها قالت؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلاّ معذباً " ، فقلت: أليس الله يقول { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً }؟ قال: " ذاك العرض، إنه من نوقش الحساب عذب " ، وقال بيده على إصبعه كأنه ينكت " وفي رواية عن عائشة قالت: " من نوقش الحساب - أو من حوسب - عذب، ثم قالت: إنما الحساب اليسير عرض الله تعالى وهو يراهم " وقوله تعالى: { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } أي ويرجع إلى أهله في الجنة { مَسْرُوراً } أي فرحاً مغتبطاً بما أعطاه الله عزَّ وجلَّ، وقد روى الطبراني عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

السابقالتالي
2