الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } * { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } * { وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ } * { وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } * { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } * { ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } * { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } * { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } * { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ }

قال ابن عباس: { ٱلصَّآخَّةُ } اسم من أسماء يوم القيامة، عظّمه الله وحذره عباده، وقال البغوي: { ٱلصَّآخَّةُ } يعني يوم القيامة، سميت بذلك لأنها تصخ الأسماع، أي تبالغ في إسماعها حتى تكاد تصمها، { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } أي يراهم ويفر منهم؛ لأن الهول عظيم، والخطب جليل، قال عكرمة: يلقى الرجل زوجته فيقول لها: يا هذه أي بعل كنت لكِ؟ فتقول: نعم البعل كنت، وتثني بخير ما استطاعت، فيقول لها: فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبيها لي لعلي أنحو مما ترين، فتقول له: ما أيسر ما طلبت، ولكن لا أطيق أن أعطيك شيئاً أتخوف مثل الذي تخاف، قال: وإن الرجل ليلقى ابنه فيعلق به فيقول: يا بني أي والد كنت لك؟ فيثني بخير، فيقول له: يا بني إني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى فيقول ولده: يا أبتِ ما أيسر ما طلبت، ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف، فلا أستطيع أن أُعطيك شيئاً، يقول الله تعالى: { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } وفي الحديث الصحيح في أمر الشفاعة: " حتى عيسى ابن مريم يقول: لا أسأله اليوم إلاّ نفسي، لا أسأله مريم التي ولدتني " ، عن ابن عباس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " تحشرون حفاة عراة مشاة غرلاً " قال، فقالت زوجته: يا رسول الله ننظر أو يرى بعضنا عورة بعض قال: " لكل امرىء يومئذٍ شأن يغنيه " أو قال: " ما أشغله عن النظر " " وروى النسائي عن عروة عن عائشة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً " فقالت عائشة: يا رسول الله فكيف بالعورات؟ فقال: " لكل امرىء منهم يومئذٍ شأن يغنيه " " وعن أنَس بن مالك قال: " سألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله بأبي أنت وأُمّي، إني سائلتك عن حديث فتخبرني أنت به، قال: " إن كان عندي منه علم " قالت يا نبي الله كيف يحشر الرجال؟ قال: " حفاة عراة " ثم انتظرت ساعة، فقالت: يا رسول الله كيف يحشر النساء؟ قال: " كذلك حفاة عراة " ، قالت: واسوأتاه من يوم القيامة، قال: " وعن أي ذلك تسألين إنه قد نزل علي آية لا يضرك كان عليك ثياب أو لا يكون " ، قالت: أية آية هي يا نبي الله؟ قال: { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } "

السابقالتالي
2