الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ٱلأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ }

لما ذكر تعالى أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، قطع الموالاة بينهم وبين الكفار، كما قال الحاكم عن أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يتوارث أهل ملتين ولا يرث مسلم كافراً ولا كافر مسلماً، ثم قرأ: { وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ٱلأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِير } " ، وفي " الصحيحين ": " لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم " وفي " المسند " و " السنن ": " لا يتوارث أهل ملتين شتى ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا بريء من كل مسلم بين ظهراني المشركين، لا يتراءى ناراهما " وروى أبو داود عن سمرة بن جندب: أما بعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله " ومعنى قوله: { إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ٱلأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } أي إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين وإلا وقعت فتنة في الناس، وهو التباس الأمر واختلاط المؤمنين بالكافرين بين الناس فساد منتشر عريض طويل.