الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

يقول تعالى للكفار: { إِن تَسْتَفْتِحُواْ } أي تستنصروا وتستقضوا الله وتستحكموه أن يفصل بينكم وبين أعدائكم المؤمنين فقد جاءكم ما سألتم؛ كما قال أبو جهل، قال حين التقى القوم: اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة؛ فكان المستفتح؛ وقال السدي: كان المشركون حين خرجوا من مكة إلى بدر أخذوا بأستار الكعبة فاستنصروا الله وقالوا: اللهم انصر أعلى الجندين وأكرم الفئتين وخير القبيلتين، فقال الله: { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ } يقول: قد نصرت ما قلتم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم. وقوله: { وَإِن تَنتَهُواْ } أي عما أنتم فيه من الكفر بالله والتكذيب لرسوله { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } أي في الدنيا والآخرة، وقوله تعالى: { وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ } ، كقوله:وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا } [الإسراء: 8]، معناه وإن عدتم إلى ما كنتم فيه من الكفر والضلالة نعد لكم بمثل هذه الواقعة، وقال السدي: { وَإِن تَعُودُواْ } أي إلى الاستفتاح { نَعُدْ } أي إلى الفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم والنصر له وتظفيره على أعدائه، والأول أقوى. { وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ } أي ولو جمعتم من الجموع ما عسى أن تجمعوا، فإن كان الله معه فلا غالب له، { وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } وهم الحزب النبوي والجناب المصطفوي.