الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَٰنٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُنَّ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

روى البخاري، عن عروة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ } إلى قوله { غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، قال عروة، قالت عائشة: " فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد بايعتك " كلاماً، ولا والله ما مست يده يد امرأة في المبايعة قط، ما يبايعهن إلاّ بقوله: " قد بايعتك على ذلك " " هذا لفظ البخاري.

وروى الإمام أحمد، عن أُميمة بنت رقيقة قالت: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نساء لنبايعه، فأخذ علينا ما في القرآن { أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْئاً } الآية، وقال: " فيما استطعتن وأطقتن " ، قلنا الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، قلنا: يا رسول الله ألا تصافحنا؟ قال: " إني لا أصافح النساء إنما قولي لامرأة واحدة قولي لمائة امرأة " " وعن (سلمى بنت قيس) - وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم - وقد صلت معه القبلتين، قالت: " جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم. نبايعه في نسوة من الأنصار، فلما شرط علينا ألا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه، في معروف، قال: " ولا تغششن أزواجكن " قالت: فبايعناه، ثم انصرفنا، فقلت لامرأة منهن: ارجعي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما غش أزواجنا؟ قال، فسألته فقال: " تأخذ ماله فتحابي به غيره " وقال الإمام أحمد، عن عائشة بنت قدامة - يعني ابن مظعون - قالت: " أنا مع أمي رائطة ابنة سفيان الخزاعية والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع النسوة ويقول: " أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئاً، ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن، ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن، ولا تعصينني في معروف ـ قلن نعم ـ فيما استطعتن " فكن يقلن وأقول معهن وأمي تقول لي: أي بنية نعم، فكنت أقول كما يقلن " وقال البخاري، عن أُم عطية قالت: " بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا { أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْئاً } ، ونهانا عن النياحة فقبضت امرأة يدها، قالت: أسعدتني فلانة، فأريد أن أجزيها، فما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، فانطلقت ورجعت فبايعها " ، وفي رواية: " فما وفى منهن امرأة غيرها وغير أم سليم ابنة ملحان ".


السابقالتالي
2 3 4