الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُدْهَآمَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ }

هاتان الجنتان دون اللتين قبلهما، في المرتبة والفضيلة والمنزلة بنص القرآن قال الله تعالى: { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } وقد تقدم في الحديث: " جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما " فالأوليان للمقربين، والأخريان لأصحاب اليمين. وقال أبو موسى: جنتان من ذهب للمقربين، وجنتان من فضة لأصحاب اليمين.

وقال ابن عباس: { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } من دونهما في الدرجة وقال ابن زيد: من دونهما في الفضل؛ { مُدْهَآمَّتَانِ } أي سوداوان من شدة الري من الماء، قال ابن عباس { مُدْهَآمَّتَانِ } قد اسودتا من الخضرة من شدة الري من الماء، وعنه { مُدْهَآمَّتَانِ } قال: خضروان. وقال محمد بن كعب: ممتلئتان من الخضرة، وقال قتادة: خضروان من الري ناعمتان، ولا شك في نضارة الأغصان على الأشجار المشتبكة بعضها في بعض، وقال هناك:فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } [الرحمٰن: 50] وقال هٰهنا: { نَضَّاخَتَانِ } قال ابن عباس: أي فياضتان والجري أقوى من النضخ، وقال الضحّاك { نَضَّاخَتَانِ } أي ممتلئتان ولا تنقطعان، وقال هناك:فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } [الرحمٰن: 52] وقال هٰهنا { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } ، ولا شك أن الأولى أعم وأكثر في الأفراد والتنويع على { فَاكِهَةٌ } وهي نكرة في سياق الإثبات لا تعم، ولهذا ليس قوله: { وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } ، من باب عطف الخاص على العام، كما قرره البخاري وغيره، وإنما أفرد النخل والرمان بالذكر لشرفهما على غيرهما، عن عمر بن الخطاب قال: " جاء أناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أفي الجنة فاكهة؟ قال: " نعم فيها فاكهة ونخل ورمان " ، قالوا: أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا؟ قال: " نعم، وأضعاف " ، قالوا: فيقضون الحوائج؟ قال: " لا ولكنهم يعرقون ويرشحون فيذهب ما في بطونهم من أذى " " وروى ابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال: " نخل الجنة سعفها كسوة لأهل الجنة، منها مقطعاتهم ومنها حللهم، وورقها ذهب أحمر، وجذوعها زمرد أخضر، وتمرها أحلى من العسل وألين من الزبد وليس له عجم " وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كالبعير المقتب " ، ثم قال: { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } قيل: المراد خيرات كثيرة حسنة في الجنة قاله قتادة، وقيل: { خَيْرَاتٌ } جمع خيرة وهي المرأة الصالحة الحسنة الخلق الحسنة الوجه قاله الجمهور، وفي الحديث الآخر الذي سنورده في سورة الواقعة إن شاء الله أن الحور العين يغنين: " نحن الخيِّرات الحسان. خلقنا لأزواج كرام " ولهذا قرأ بعضهم: { فيهن خيّرات } بالتشديد { حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } ، ثم قال: { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } ، وهناك قال:

السابقالتالي
2 3