الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ هَـٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ } * { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } * { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ } * { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ } * { وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ } * { وَأَنتُمْ سَامِدُونَ } * { فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ }

{ هَـٰذَا نَذِيرٌ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، { مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ } أي من جنسهم أرسل كما أرسلوا، كما قال تعالى:قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ } [الأحقاف: 9]، { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } أي اقتربت القريبة وهي القيامة، { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ } أي لا يدفعها إذاً من دون الله أحد، ولا يطلع على علمها سواه، و(النذير) الحذر لما يعاين من الشر، الذي يخشى وقوعه فيمن أنذرهم، وفي الحديث: " أنا النذير العريان " أي الذي أعجله شدة ما عاين من الشر عن أن يلبس عليه شيئاً، بل بادر إلى إنذار قومه قبل ذلك، فجاءهم عرياناً مسرعاً وهو مناسب لقوله: { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } أي اقتربت القريبة يعني يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: " مثلي ومثل الساعة كهاتين " ، وفرّق بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام. ثم قال تعالى منكراً على المشركين في استماعهم القرآن وإعراضهم عنه وتلهيهم { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ }؟ من أن يكون صحيحاً، { وَتَضْحَكُونَ } منه استهزاء وسخرية، { وَلاَ تَبْكُونَ } أي كما يفعل الموقنون به كما أخبر عنهم،وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [الإسراء: 109]، وقوله تعالى: { وَأَنتُمْ سَامِدُونَ } قال ابن عباس: { سَامِدُونَ } معرضون، وكذا قال مجاهد وعكرمة، وقال الحسن: غافلون، وهو رواية عن علي بن أبي طالب، وفي رواية عن ابن عباس: تستكبرون، وبه يقول السدي. ثم قال تعالى آمراً لعباده بالسجود له والعبادة: { فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ } ، أي فاخضعوا له وأخلصوا ووحّدوه. روى البخاري عن ابن عباس قال: " سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس ".