الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } * { وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

ثم إنه تبارك وتعالى ذم الذين ينادونه من وراء الحجرات، وهي بيوت نسائه كما يصنع أجلاف الأعراب فقال: { أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } ، ثم أرشد تعالى إلى الأدب في ذلك، فقال عزّ وجلّ: { وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } أي لكان لهم في ذلك الخيرة، والمصلحة في الدنيا والآخرة، ثم قال جل ثناؤه داعياً لهم إلى التوبة والإنابة { وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } وقد ذكر " أنها نزلت في الأقرع بن حابس التميمي رضي الله عنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد يا محمد، وفي رواية: يا رسول الله ، فلم يجبه، فقال: يا رسول الله إن حمدي لزين، وإن ذمي لشين، فقال: " ذاك والله عزَّ وجلَّ " " وعن البراء في قوله تبارك وتعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ } قال: " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إن حمدي زين وذمي شين، فقال صلى الله عليه وسلم: " ذاك الله عزَّ وجلَّ " " ، وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: " اجتمع أناس من العرب فقالوا: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل، فإن يك نبياً فنحن أسعد الناس به، وإن يك ملكاً نعش بجناحه، قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما قالوا: فجاءوا إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا ينادونه وهو في حجرته: يا محمد.. يا محمد، فأنزل الله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } قال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني فمدها، فجعل يقول: " لقد صدّق الله تعالى قولك يا زيد لقد صدّق الله قولك يا زيد " ".