الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

يقول تعالى: { أَوَلَمْ يَسِيروُاْ } هؤلاء المكذبون برسالتك يا محمد { فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ } أي من الأمم المكذبة بالأنبياء، ما حل بهم من العذاب والنكال، مع أنهم كانوا أشد من هؤلاء قوة { وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ } أي أثروا في الأرض من البنايات والمعالم ما لا يقدر هؤلاء عليه كما قال عزّ وجلّ،وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا } [الروم: 9] مع هذه القوة العظيمة والبأس الشديد، { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ } وهي كفرهم برسلهم، { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } أي وما دفع عنهم عذاب الله أحد ولا رده عنهم راد، ولا وقاهم واق، ثم ذكر علة أخذه إياهم وذنوبهم التي ارتكبوها واجترموها، فقال تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } أي بالدلائل الواضحات والبراهين القاطعات، { فَكَفَرُواْ } أي مع هذا البيان والبرهان كفروا وجحدوا، { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ } تعالى أي أهلكهم ودمر عليهم، { إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } أي ذو قوة عظيمة وبطش شديد، وهو { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } أي عقابه أليم شديد وجيع، أعاذنا الله تبارك وتعالى منه.