الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلّجَنَّةِ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ } * { وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ }

وهذا إخبار عن حال السعداء المؤمنين، حين يساقون على النجائب وفداً إلى الجنة، { زُمَراً } أي جماعة بعد جماعة: المقربون، ثم الأبرار، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كل طائفة مع من يناسبهم: الأنبياء مع الأنبياء، والصديقون مع أشكالهم، والعلماء مع أقرانهم، وكل صنف مع صنف، وكل زمرة تناسب بعضها بعضاً. { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا } أي وصلوا إلى أبواب الجنة بعد مجاوزة الصراط، حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار، فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذَّبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة، وقد ثبت في " صحيح مسلم " عن أنس رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أول شفيع في الجنة " ؛ وفي لفظ: " وأنا أول من يقرع باب الجنة " وروى الإمام أحمد عن أنَس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آتي باب الجنة يوم القيامة، فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد ـ قال ـ فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك " ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون فيها ولا يتفلون فيها، آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة ومجامرهم الأََلُوَّة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحُسْنِ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب واحد يسبِّحون الله تعالى بكرة وعشياً " وروى الحافظ أبو يعلى: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوّة، وأزواجهم الحور العين، أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء "

وقوله تعالى: { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ } لم يذكر الجواب هٰهنا، وتقديره: إذا كان هذا سعدوا وطابوا وسروا وفرحوا بقدر كل ما يكون لهم فيه نعيم، وإذا حذف الجواب هٰهنا ذهب الذهن كل مذهب في الرجاء والأمل، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله تعالى دعي من أبواب الجنة وللجنة أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريّان " ، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله: ما على أحد من ضرورة دعي من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: " نعم وأرجوا أن تكون منهم "

السابقالتالي
2 3