الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ هَـٰذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ } * { جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } * { مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ } * { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ أَتْرَابٌ } * { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ }

يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السعداء أن لهم في الدار الآخرة { لَحُسْنَ مَآبٍ } وهو المرجع والمنقلب، ثم فسره بقوله تعالى: { جَنَّاتِ عَدْنٍ } أي جنات إقامة { مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } والألف واللام هٰهنا بمعنى الإضافة، كأنه يقول مفتحة لهم أبوابها، أي إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها، وقد ورد في ذكر أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة، وقوله عزّ وجلّ: { مُتَّكِئِينَ فِيهَا } قيل: متربعين على سرير تحت الحجال، { يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } أي مهما طلبوا وجدوا وأحضر كما أرادوا، { وَشَرَابٍ } أي من أي أنواعه شاءوا أتتهم به الخدامبِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } [الواقعة: 18]، { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ } أي عن غير أزواجهن فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن { أَتْرَابٌ } أي متساويات في السن والعمر، { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } أي هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة هي التي وعدها لعباده المتقين، التي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار، ثم أخبر تبارك وتعالى عن الجنة أنه لا فراغ لها ولا زوال ولا انقضاء ولا انتهاء فقال تعالى: { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } ، كقوله عزّ وجلّ:عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [هود: 108]، وكقوله تعالى:لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [فصلت: 8] أي غير مقطوع، وكقوله:أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّعُقْبَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ } [الرعد: 35]، والآيات في هذا كثيرة جداً.