الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي ٱلأَيْدِي وَٱلأَبْصَارِ } * { إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } * { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأَخْيَارِ } * { وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَذَا ٱلْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ }

يقول تبارك وتعالى مخبراً عن فضائل عباده المرسلين وأنبيائه العابدين: { وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي ٱلأَيْدِي وَٱلأَبْصَارِ } يعني بذلك العمل الصالح والعلم النافع والقوة في العبادة والبصيرة النافذة، قال ابن عباس: { أُوْلِي ٱلأَيْدِي }: أولي القوة، { وَٱلأَبْصَارِ }: الفقه في الدين، وقال مجاهد: { أُوْلِي ٱلأَيْدِي } يعني القوة في طاعة الله تعالى، { وَٱلأَبْصَارِ } يعني البصر في الحق، وقال قتادة والسدي: أعطوا قوة في العبادة وبصراً في الدين، وقوله تبارك وتعالى: { إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } قال مجاهد: أي جعلناهم يعملون للآخرة ليس لهم همّ غيرها، وقال مالك بن دينار: نزع الله تعالى من قلوبهم حب الدنيا وذكرها وأخلصهم بحب الآخرة وذكرها، وقال سعيد بن جبير: يعني بالدار (الجنة) يقول: أخلصناها لهم بذكرهم لها، وقال ابن زيد: جعل لهم خاصة أفضل شيء في الدار الآخرة، وقوله تعالى: { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأَخْيَارِ } أي المختارين المجتبين الأخيار، فهم أخيار مختارون، وقوله تعالى: { وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَذَا ٱلْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ }. قد تقدم الكلام على قصصهم وأخبارهم في سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بما أغنى عن إعادته هٰهنا، وقوله عزّ وجلّهَـٰذَا ذِكْرٌ } [ص: 49] أي هذا فصل فيه ذكر لمن يتذكر، وقال السدي: يعني القرآن العظيم.