الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } * { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } * { فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً } * { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ } * { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ }

قال ابن مسعود رضي الله عنه { وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } ، { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } ، { فَٱلتَّالِيَاتِ ذِكْراً }: هي الملائكة؛ وقال قتادة: الملائكة صفوف في السماء، روى مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " ألا تصفّون كما تصف الملائكة عند ربهم؟ " قلنا وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: " يتمون الصفوف المتقدمة، ويتراصّون في الصف " " وقال السدي معنى قوله تعالى: { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً }: أنها تزجر السحاب، وقال الربيع بن أنَس { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً }: ما زجر الله تعالى عنه في القرآن، { فَٱلتَّالِيَاتِ ذِكْراً } قال السدي: الملائكة يجيئون بالكتاب والقرآن من عند الله إلى الناس، كقوله تعالى:فَٱلْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً * عُذْراً أَوْ نُذْراً } [المرسلات: 5-6]، وقوله عزّ وجلّ: { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ، هذا هو المقسم عليه أنه تعالى لا إلٰه إلا هو رب السماوات والأرض { وَمَا بَيْنَهُمَا } أي من المخلوقات، { وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ } أي هو المالك المتصرف في الخلق بتسخيره بما فيه من كواكب تبدو من المشرق وتغرب من المغرب، واكتفى بذكر المشارق عن المغارب لدلالتها عليه، وقد صرح بذلك في قوله عزّ وجلّ:فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَارِقِ وَٱلْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ } [المعارج: 40]، وقال تعالى:رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ } [الرحمٰن: 17] يعني في الشتاء والصيف، للشمس والقمر.