الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } * { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } * { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } * { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ }

يخبر تعالى عن قيل الكفار يوم القيامة، أنهم يرجعون على أنفسهم بالملامة، ويعترفون بأنهم كانوا ظالمين لأنفسم، فإذا عاينوا أهوال القيامة، ندموا كل الندامة حيث لا ينفعهم الندم، { وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } ، فتقول لهم الملائكة والمؤمنون: { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } على وجه التقريع والتوبيخ، ويأمر الله تعالى الملائكة أن تميز الكفار من المؤمنين، في الموقف في محشرهم ومنشرهم، ولهذا قال تعالى: { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ } ، قال النعمان بن بشير: يعني بأزواجهم أشباههم وأمثالهم؛ وعن عمر بن الخطاب: { وَأَزْوَاجَهُمْ } قال: إخوانهم، وقال النعمان: سمعت عمر يقول: { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ } قال: أشباههم، قال: يجيء أصحاب الزنا مع أصحاب الزنا، وأصحاب الربا مع أصحاب الربا، وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر، وقال ابن عباس: { وَأَزْوَاجَهُمْ } قرناءهم، { وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي من الأصنام والأنداد تحشر معهم في أماكنهم، وقوله تعالى: { فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } أي أرشدوهم إلى طريق جهنم، وهذا كقوله تعالى:مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } [الإسراء: 97]، وقوله تعالى: { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } أي قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم، التي صدرت عنهم في الدار الدنيا، قال ابن عباس: يعني احبسوهم إنهم محاسبون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما داع دعا إلى شيء كان موقوفاً معه إلى يوم القيامة لا يغادره ولا يفارقه، وإن دعا رجل رجلاً " ، ثم قرأ: { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } ، وقال ابن المبارك: " إن أول ما يسأل عنه الرجل جلساؤه " ثم يقال لهم على سبيل التقريع والتوبيخ { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ }؟ أي كما زعمتم أنكم جميع منتصر؟ { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } أي منقادون لأمر الله لا يخالفونه ولا يحيدون عنه، والله أعلم.