الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ يسۤ } * { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ } * { إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } * { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ } * { لَقَدْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ }

قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة، وروي عن ابن عباس أن { يسۤ } بمعنى يا إنسان، وقال سعيد بن جبير: هو كذلك في لغة الحبشة، وقال زيد بن أسلم: هو اسم من أسماء الله تعالى، { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ } أي المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، { إِنَّكَ } أي يا محمد { لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ * عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي على منهج ودين قويم وشرع مستقيم، { تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } أي هذا الصراط والمنهج والدين الذي جئت به، تنزيل من رب العزة الرحيم بعباده المؤمنين، كما قال تعالى:وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } [الشورى: 52-53]، وقوله تعالى: { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ } يعني بهم العرب، فإنه ما أتاهم من نذير من قبله، وقوله تعالى: { لَقَدْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ } ، قال ابن جرير: لقد وجب العذاب على أكثرهم، بأن الله تعالى قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون، { فَهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ } بالله ولا يصدقون رسله.