الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قال ابن عباس رضي الله عنهما: كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما لصاحبه: أنا فطرتها أي بدأتها، وقال ابن عباس: { فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }: أي بديع السماوات والأرض، وقال الضحاك: كل شيء في القرآن فاطر السماوات والأرض: فهو خالق السماوات والأرض، وقوله تعالى: { جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً } أي بينه وبين أنبيائه، { أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ } أي يطيرون بها ليبلغوا ما أمروا به سريعاً { مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } أي منهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أربعة، ومنهم من له أكثر من ذلك، كما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام (ليلة الإسراء) وله ستمائة جناح بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب، ولهذا قال جلَّ وعلا: { يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير } قال السدي: يزيد في الأجنحة وخلقهم ما يشاء، وقال الزهري: { يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ } يعني حسن الصوت.