الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } * { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

يبين سبحانه بهذا قدرته العظيمة على خلق السماوات والأرض، وما فيهما وما بينهما، فقال تعالى: { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ } قال الحسن وقتادة: ليس لها عمد، وقال ابن عباس: لها عمد لا ترونها، وقد تقدم تقرير هذه المسألة في أول سورة الرعد، { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ } يعني الجبال أرست الأرض وثقلتها لئلا تضطرب بأهلها على وجه الماء، ولهذا قال: { أَن تَمِيدَ بِكُمْ } أي لئلا تميد بكم، وقوله تعالى: { وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ } أي وذرأ فيها من أصناف الحيوانات مما لا يعلم عدد أشكالها وألوانها إلاّ الذي خلقها، ولما قرر سبحانه أنه الخالق نبه على أنه الرازق، بقوله: { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } أي من كل زوج من النبات { كَرِيمٍ } أي حسن المنظر، وقال الشعبي: من دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم، وقوله تعالى: { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ } أي هذا الذي ذكره تعالى من خلق السماوات والأرض وما بينهما صادر عن فعل الله وخلقه وتقديره وحده لا شريك له في ذلك، ولهذا قال تعالى: { فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } أي مما تعبدون وتدعون من الأصنام والأنداد، { بَلِ ٱلظَّالِمُونَ } يعني المشركين بالله العابدين معه غيره { فِي ضَلاَلٍ } أي جهل وعمى { مُّبِينٍ } أي واضح ظاهر لا خفاء به.