الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

يقول تعالى: { وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي ملكه وعبيده { كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } أي خاضعون خاشعون طوعاً وكرهاً، وقوله: { وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } ، قال ابن عباس: يعني أيسر عليه، وقال مجاهد: الإعادة أهون عليه من البداءة، والبداءة عليه هينة، وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد " ، وقال آخرون: كلاهما بالنسبة إلى القدرة على السوء، وقال العوفي عن ابن عباس: كلٌّ عليه هيِّن، وقوله: { وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ، قال ابن عباس: كقوله تعالى:لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [الشورى: 11] وقال قتادة: مثله أنه لا إله إلاّ هو ولا رب غيره، قوله: { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } وهو العزيز الذي لا يغالب ولا يمانع، بل قد غلب كل شيء، وقهر كل شيء بقدرته وسلطانه { ٱلْحَكِيمُ } في أقواله وأفعاله، وعن مالك في قوله تعالى: { وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ } قال: لا إلٰه إلاّ الله.