الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ فَأَصْبَحَ فِي ٱلْمَدِينَةِ خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا ٱلَّذِي ٱسْتَنْصَرَهُ بِٱلأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } * { فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِٱلَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يٰمُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِٱلأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي ٱلأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ }

يقول تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام لما قتل ذلك القبطي إنه أصبح { فِي ٱلْمَدِينَةِ خَآئِفاً } أي من معرة ما فعل { يَتَرَقَّبُ } أي يتلفت ويتوقع ما يكون من هذا الأمر، فمر في بعض الطرق فإذا ذلك الذي استنصره بالأمس على ذلك القبطي يقاتل آخر، فلما مر عليه موسى استصرخه على الآخر فقال له موسى: { إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } أي ظاهر الغواية كثير الشر، ثم عزم موسى على البطش بذلك القبطي، فاعتقد الإسرائيلي لخوره وضعفه وذلته أن موسى إنما يريد قصده لما سمعه يقول ذلك، فقال يدفع عن نفسه { يٰمُوسَىٰ } أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس؟ وذلك لأنه لم يعلم به إلاّ هو وموسى عليه السلام، فلما سمعها ذلك القبطي لقفها من فمه، ثم ذهب إلى باب فرعون وألقاها عنده فعلم فرعون بذلك، فاشتد حنقه وعزم على قتل موسى، فطلبوه فبعثوا وراءه ليحضروه لذلك.