يخبر تعالى عن ثمود وما كان من أمرها مع نبيها (صالح) عليه السلام، حين بعثه الله إليهم فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له { فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ } قال مجاهد: مؤمن وكافر. { قَالَ يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } أي لم تدعون بحضور العذاب ولا تطلبون من الله رحمته، ولهذا قال: { لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } أي ما رأينا على وجهك ووجوه من اتبعك خيراً، وذلك أنهم لشقائهم كان لا يصيب أحداً منهم سوء إلاّ قال هذا من قبل صالح وأصحابه، قال مجاهد: تشاءموا بهم، وهذا كما قال الله تعالى إخباراً عن قوم فرعون{ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ } [الأعراف: 131] الآية، وقال تعالى:{ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ } [النساء: 78] أي بقضائه وقدره، وقال تعالى:{ قَالُوۤاْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ } [يس: 18-19] الآية، وقال هؤلاء { ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } أي الله يجازيكم على ذلك { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } قال قتادة: تبتلون بالطاعة والمعصية، والظاهر أن المراد بقوله { تُفْتَنُونَ } أي: تستدرجون فيما أنتم فيه من الضلال.