الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ } * { وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ } * { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } * { وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ } * { وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ }

يعني لا أعبد إلاّ الذي يفعل هذه الأشياء { ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ }: أي هو الخالق الذي قدر قدراً، وهدى الخلائق إليه فكل يجري على ما قدر له، وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، { وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ } أي هو خالقي ورازقي بما سخر ويسر من الأسباب السماوية والأرضية، { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } أسند المرض إلى نفسه وإن كان عن قدر الله وقضائه وخلقه، ولكن أضافه إلى نفسه أدباً، كما قال الجن:وَأَنَّا لاَ نَدْرِيۤ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً } [الآية: 10]، وكذا قال إبراهيم: { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } أي إذا وقعت في مرض فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره بما يقدر من الأسباب الموصلة إليه، { وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ } أي هو الذي يحيي ويميت لا يقدر على ذلك أحد سواه، فإنه هو الذي يبدئ ويعيد { وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ } أي لا يقدر على غفران الذنوب في الدنيا والآخرة إلاّ هو، ومن يغفر الذنوب إلاّ الله؟ وهو الفعال لما يشاء.