الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً } * { يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً } * { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } * { وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً }

عن عبد الله بن مسعود قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أكبر؟ قال: " أن تجعل لله أنداداً وهو خلقك " ، قال: ثم أي؟ قال: " أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " ، قال: ثم أي؟ قال: " أن تزاني حليلة جارك " ، قال عبد الله: وأنزل الله تصديق ذلك { وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ } الآية وعن سلمة بن قيس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: " ألا إنما هي أربع " فما أنا بأشح عليهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلاّ بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا " " وروى الإمام أحمد عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال، " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " ما تقولون في الزنا؟ " قالوا: حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره " قال: " فما تقولون في السرقة؟ " قالوا: حرمها الله ورسوله فهي حرام، قال: " لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من بيت جاره " وعن الهيثم بن مالك الطائي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له " ، وقال ابن عباس: إن ناساً من أهل الشرك قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزلت: { وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ } الآية، ونزلت:قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } [الزمر: 53] الآية. وقوله تعالى: { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً } ، روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال: أثاماً: واد في جهنم، وقال عكرمة { يَلْقَ أَثَاماً } أودية في جهنم يعذب فيها الزناة، وقال قتادة { يَلْقَ أَثَاماً }: نكالاً. كنا نحدث أنه واد في جهنم، وقال السدي { يَلْقَ أَثَاماً } جزاء، وهذا أشبه بظاهر الآية وبهذا فسره بما بعده مبدلاً منه، وهو قوله تعالى: { يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ } أي يقرر عليه ويغلظ { وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً } أي حقيراً ذليلاً، وقوله تعالى: { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً } أي جزاؤه على ما فعل من هذه الصفات القبيحة ما ذكر { إِلاَّ مَن تَابَ } أي في الدنيا إلى الله عزَّ وجلَّ من جميع ذلك فإن الله يتوب عليه، وفي ذلك دلالة على صحة توبة القاتل، ولا تعارض بين هذه وبين آية النساء

السابقالتالي
2