الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً } * { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً } * { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً }

شرع سبحانه وتعالى في بيانه الأدلة الدالة على وجوده، وقدرته التامة على خلق الأشياء المختلفة والمتضادة، فقال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ }؟ قال ابن عباس ومجاهد: هو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس { وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً } أي دائماً لا يزول، وقوله تعالى: { ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً } أي لولا أن الشمس تطلع عليه لما عرف، وقال قتادة والسدي: دليلاً تتلوه وتتبعه حتى تأتي عليه كله، وقوله تعالى: { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً } أي الظل، وقيل الشمس، { يَسِيراً } أي سهلاً، قال ابن عباس: سريعاً، وقال مجاهد خفياً حتى لا يبقى في الأرض ظل إلاّ تحت سقف أو تحت شجرة. وقال أيوب بن موسى { قَبْضاً يَسِيراً }: قليلاً قليلاً. وقوله: { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً } أي يلبس الوجود ويغشاه، كما قال تعالى:وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } [الليل: 1] { وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً } أي قاطعاً للحركة لراحة الأبدان، فإن الأعضاء والجوارح تكل من كثرة الحركة، فإذا جاء الليل وسكن سكنت الحركات فاستراحت، فحصل النوم الذي فيه راحة البدن والروح معاً، { وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً } أي ينتشر الناس فيه لمعايشهم ومكاسبهم وأسبابهم.