يقول تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَآ آمَنَ ٱلنَّاسُ } ، أي كإيمان الناس بالله وملائكته وكتبه ورسله، والبعث بعد الموت، والجنة والنار، وغير ذلك مما أخبر المؤمنين به، وأطيعوا الله ورسوله في امتثال الأوامر، وترك الزواجر { قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ كَمَآ آمَنَ ٱلسُّفَهَآءُ }؟ يعنون - لعنهم الله - أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: أنصير نحن وهؤلاء بمنزلة واحدة، وعلى طريقة واحدة، وهم سفهاء؟. والسفيه: هو الجاهل الضعيف الرأي، القليل المعرفة بالمصالح والمضار، ولهذا سمي الله النساء والصبيان سفهاء في قوله تعالى:{ وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً } [النساء: 5] وقد تولى سبحانه جوابهم في هذه المواطن كلها فقال: { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ } فأكد وحصر السفاهة فيهم { وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } يعني ومن تمام جهلهم أنهم لا يعلمون بحالهم في الضلالة والجهل، وذلك أبلغ في العمى والبعد عن الهدى.