الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } * { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }

عن ابن عباس قال، قال رسول الله لجبرائيل: " " ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ " قال، فنزلت: { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } " وقال العوفي عن ابن عباس: احتبس جبرائيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وحزن، فأتاه جبرائيل وقال: يا محمد { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } الآية. وقوله: { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا } ، قيل: المراد ما بين أيدينا أمر الدنيا، وما خلفنا أمر الآخرة { وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ } ما بين النفختين، وهذا قول عكرمة ومجاهد والسدي، وقيل { مَا بَيْنَ أَيْدِينَا }: ما يستقبل من أمر الآخرة، { وَمَا خَلْفَنَا } أي ما مضى من الدنيا، { وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ } أي ما بين الدنيا والآخرة، واختاره ابن جرير، والله أعلم. وقوله: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } ، قال مجاهد والسدي: معناه ما نسيك ربك، وقد تقدم عنه أن هذه الآية كقوله:وَٱلضُّحَىٰ * وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } [الضحى: 1-3]، وعن أبي الدرداء يرفعه قال: " ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرمه فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئاً " ، ثم تلا هذه الآية: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً }. وقوله: { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } أي خالق ذلك ومدبره، والحاكم فيه والمتصرف الذي لا معقب لحكمه، { فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } قال ابن عباس: هل تعلم للرب مثلاً أو شبيهاً. وقال عكرمة، عن ابن عباس: ليس أحد يسمى الرحمٰن غيره تبارك وتعالى وتقدس اسمه.