الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ ٱجْعَل لِيۤ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً } * { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً }

يقول تعالى مخبراً عن زكريا عليه السلام أنه { قَالَ رَبِّ ٱجْعَل لِيۤ آيَةً } أي علامة ودليلاً على وجود ما وعدتني، لتستقر نفسي ويطمئن قلبي بما وعدتني، كما قال إبراهيم عليه السلامرَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } [البقرة: 260]، ، { قَالَ آيَتُكَ } أي علامتك { أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً } أي أن يُحبس لسانك عن الكلام ثلاث ليال، وأنت صحيح سوي، من غير مرض ولا علة، قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد: اعتقل لسانه من غير مرض ولا علة. قال زيد بن أسلم: كان يقرأ ويسبّح ولا يستطيع أن يكلم قومه إلاّ إشارة، وقال العوفي، عن ابن عباس: { ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً } أي متتابعات. وقال مالك، عن زيد بن أسلم: { ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً } من غير خرس، وهذا دليل على أنه لم يكن يكلم الناس في هذه الليالي الثلاث وأيامهاإِلاَّ رَمْزاً } [آل عمران: 41] أي إشارة، ولهذا قال في هذه الآية الكريمة { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ } أي الذي بشر فيه بالولد { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ } أي أشار، إشارة خفية سريعة { أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً } أي موافقة له فيما أمر به في هذه الأيام الثلاثة زيادة على أعماله، شكراً لله على ما أولاه. قال مجاهد { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ } أي أشار. وقال مجاهد: أي كتب لهم في الأرض.