الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً } * { وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }

يقول تعالى: { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } أي لا تتصرفوا في مال اليتيم إلاّ بالغبطة،وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ } [النساء: 6]. وقد جاء في " صحيح مسلم " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: " يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً، وأني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم " وقوله: { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ } أي الذي تعاهدون عليه الناس، والعقود التي تعاملونهم بها، فإن العهد والعقد كل منهما يسأل صاحبه عنه، { إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً } أي عنه. وقوله: { وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ } أي من غير تطفيف، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، { وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ } وهو الميزان، قال مجاهد هو العدل بالرومية، وقوله: { ٱلْمُسْتَقِيمِ } أي الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا اضطراب: { ذٰلِكَ خَيْرٌ } أي لكم في معاشكم ومعادكم، ولهذا قال: { وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } أي مآلاً ومنقلباً في آخرتكم، قال قتادة: أي خير ثواباً وأحسن عاقبة، وكان ابن عباس يقول: يا معشر الموالي إنكم وليتم أمرين بهما هلك الناس قبلكم: هذا المكيال. وهذا الميزان.