الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً } * { وَمَنْ أَرَادَ ٱلآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً }

يخبر تعالى أنه ما كل من طلب الدنيا وما فيها من النعم يحصل له، بل إنما يحصل لمن أراد الله وما يشاء، وهذه مقيدة لإطلاق ما سواها من الآيات، فإنه قال: { عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ } أي في الدار الآخرة { يَصْلاهَا } أي يدخلها حتى تغمره من جميع جوانبه، { مَذْمُوماً } أي في حال كونه مذموماً على سوء تصرفه وصنيعه، إذ اختار الفاني على الباقي، { مَّدْحُوراً } مبعداً مقصياً حقيراً ذليلاً مهاناً. وفي الحديث: " الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له " وقوله: { وَمَنْ أَرَادَ ٱلآخِرَةَ } وما فيها من النعم والسرور { وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا } أي طلب ذلك من طريقه، وهو متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } أي قلبه مؤمن، أي مصدق بالثواب والجزاء { فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً }.