اختلف القرّاء في قراءة قوله: { أَمَرْنَا } ، فالمشهور قراءة التخفيف، واختلف المفسرون في معناها، فقيل معناه: أمرنا مترفيها ففسقوا فيها أمراً قدرياً، كقوله تعالى:{ أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً } [يونس: 24]{ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ } [الأعراف: 28] قالوا معناه أنه سخرهم إلى فعل الفواحش فاستحقوا العذاب، وقيل معناه: أمرهم بالطاعات ففعلوا الفواحش، فاستحقوا العقوبة. وقال ابن جرير: يحتمل أن يكون معناه جعلناهم أمراء، قلت: إنما يجيء هذا على قراءة من قرأ { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } ، قال ابن عباس قوله { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا } يقول: سلطنا أشرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكهم الله بالعذاب، وهو قوله:{ وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا } [الأنعام: 123] الآية، وعنه قال: أكثرنا عددهم.