الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { شَاكِراً لأَنْعُمِهِ ٱجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَآتَيْنَاهُ فِي ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

يمدح تعالى عبده ورسوله وخليله إبراهيم، إمام الحنفاء ووالد الأنبياء، ويبرئه من المشركين ومن اليهودية والنصرانية فقال: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً } ، فأما الأمة: فهو الإمام الذي يقتدى به، والقانت: هو الخاشع المطيع، والحنيف المنحرف قصداً عن الشرك إلى التوحيد، ولهذا قال: { وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } ، قال عبد الله بن مسعود: الأمة معلم الخير، والقانت المطيع لله ورسوله. وقال ابن عمر: الأمة الذي يعلم الناس دينهم. وقال مجاهد { أُمَّةً } أي أمة وحده، والقانت: المطيع. وعنه كان مؤمناً وحده والناس كلهم إذ ذاك كفار. وقال قتادة كان إمام هدى، والقانت: المطيع لله، وقوله: { شَاكِراً لأَنْعُمِهِ } أي قائماً بشكر نعم الله عليه، كقوله تعالى:وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ } [النجم: 37] أي قام بجميع ما أمره الله تعالى به. وقوله: { ٱجْتَبَاهُ } أي اختاره واصطفاه كقوله:وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ } [الأنبياء: 51]، ثم قال: { وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } وهو عباده الله وحده لا شريك له على شرع مرضي. وقوله: { وَآتَيْنَاهُ فِي ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً } أي جمعنا له خير الدنيا من جميع ما يحتاج المؤمن إليه في إكمال حياته الطيبة، { وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ & #1649;لصَّالِحِينَ } وقال مجاهد في قوله: { وَآتَيْنَاهُ فِي ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً } أي لسان صدق وقوله: { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً } أي ومن كماله وعظمته وصحة توحيده وطريقه أنا أوحينا إليك يا خاتم الرسل وسيد الأنبياء { أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } ، كقوله في الأنعام:قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } [الآية: 161]، ثم قال تعالى منكراً على اليهود: { إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبْتُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ... }.