الرئيسية - التفاسير


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } * { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنْحَرْ } * { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ }

روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا في المسجد إذا أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه مبتسماً قلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: " لقد أنزلت عليَّ آنفاً سورة " فقرأ: { بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ } ، ثم قال: " أتدرون ما الكوثر؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه نهر في الجنة وعدنيه ربي عزَّ وجلَّ عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم في السماء فيختلج العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدث بعدك " وقد استدل كثير من القراء على أن هذه السورة مدنية، فأما قوله تعالى: { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } فقد تقدم في هذا الحديث أنه نهر في الجنة، وقد رواه الإمام أحمد عن أنَس أنه قرأ هذه الآية: { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطيت الكوثر فإذا هو نهر يجري ولم يشق شقاً، وإذا حافتاه قباب اللؤلؤ فضربت بيدي في تربته، فإذا مسك أذفر، وإذا حصباؤه اللؤلؤ " وعن أنس بن مالك قال: " لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال: أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر " وروى ابن جرير، عن أنَس بن مالك قال: " لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم مضى به جبريل في السماء الدنيا، فإذا هو بنهر عليه قصر من اللؤلؤ وزبرجد، فذهب يشم ترابه، فإذا هو مسك، قال: " يا جبريل ما هذا النهر؟ " قال: هو الكوثر الذي خبأ لك ربك " ؛ وفي رواية عن أنَس قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكوثر؟ فقال: " هو نهر أعطانيه الله تعالى في الجنة ترابه مسك، أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، ترده طير أعناقها مثل أعناق الجزر " ، قال أبو بكر: يا رسول الله إنها لناعمة؟ قال: " أكلها أنعم منها " " وقال البخاري: حدَّثنا خالد بن يزيد الكاهلي. حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عائشة رضي الله عنها قال: " سألتها عن قوله تعالى: { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } قالت: نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم شاطئاه عليه در مجوف آنيته كعدد النجوم " وعن عائشة قالت: " الكوثر نهر في الجنة شاطئاه در مجوف، وقال إسرائيل: نهر في الجنة عليه من الآنية عدد نجوم السماء "

السابقالتالي
2 3