يقول تعالى:{ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ } [هود: 118] يا محمد لأذن لأهل الأرض كلهم في الإيمان، ولكن له حكمة فيما يفعله تعالى، كقوله تعالى:{ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً } [هود: 118]، وقال تعالى:{ أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعاً } [الرعد: 31]، ولهذا قال تعالى:{ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ } [يونس: 99] أي تلزمهم وتلجئهم،{ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [يونس: 99] أي ليس ذلك عليك ولا إليك{ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } [البقرة: 272]،{ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [القصص: 56]،{ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } [الرعد: 40]،{ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ } [الغاشية: 22] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الله تعالى هو الفعال لما يريد، الهادي من يشاء المضل لمن يشاء، لعلمه وحكمته وعدله، ولهذا قال تعالى: { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ } وهو الخبال والضلال { عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } أي حجج الله وأدلته، وهو العادل في كل ذلك في هداية من هدى وإضلال من ضل.