الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }

(33) - وَمَا كَانَ مِنْ سُنَّةِ اللهِ، وَلاَ مِنْ مُقْتَضَى رَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ أنْ يُعَذِّبَهُمْ، وَأنْتَ أيًُّها الرَّسُولُ فِيهِمْ، لأنَّ اللهَ إنَّمَا أرْسَلَكَ رَحْمَةً وَنِعْمَةً، لاَ عَذاباً وَنقْمَةً، وَأنَّ سُنَّتَهُ جَرَتْ ألاّ يُعَذِّبَ المُكَذِّبِينَ إلاَّ بَعْدَ أنْ يَخْرُجَ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَظْهِرِهِمْ.

وَرَوَى ابْنُ جَريرٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ فَأَنْزَلَ اللهُ: { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ }. ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ إلَى المَدِينَةِ، فَأَنْزَلَ تَعَالَى قَوْلَهُ: { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } فَكَانَ قَدْ بَقِيَ فِي مَكَّةَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُؤْمِنينَ يَسْتَغْفِرُونَ اللهَ، فَلَمَّا خَرَجُوا أنْزَلَ اللهُ تَعَالَى قَوْلَهُ: { وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } فَأَذِنَ اللهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم بِفَتْحِ مَكَّةَ.

(وَقِيلَ فِي مَعْنى: { وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } إِنَّ المُشْرِكينَ كَانُوا يَطُوفُونَ بِالبيْتِ الحَرَامِ وَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ لبَّيْكَ، وَيَقُولُونَ: غُفْرانَكَ اللَّهُمَّ).