الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤاْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

{ يٰأَيُّهَا } { آمَنُواْ } { أَمَانَاتِكُمْ }

(27) - نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي أبِي لُبَابَةَ حِينَ بَعَثَهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم إلَى بَني قُرَيْظَةَ لِيَنْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللهِ، فَاسْتَشَارَ اليَهُودُ أبَا لُبَابَةَ - وَكَانَ حَلِيفاً لَهُمْ - فَأشَارَ عَلَيْهِمْ بِالنُّزُولِ عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللهِ، وَلَكِنَّهُ أشَارَ بِيَدِهِ إلَى حَلْقِهِ، أيْ إنّه الذَّبْحُ. ثُمَّ شَعَرَ أنَّهُ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَرَبَطَ نَفْسَهُ فِي سَارِيَةِ المَسْجِدِ تِسْعَةَ أيّامٍ لاَ يَذُوقُ طَعَاماً حَتَّى تَابَ اللهُ عَليهِ، فَأَطْلَقَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. (وَقِيلَ أيْضاً إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي حَاطِبِ بْنِ أبِي بَلْتَعَةَ، الذِي أرْسَلَ رِسَالَةً إلى قُرَيْشٍ مَعَ امْرأةٍ يُعْلِمُهَا فِيهَا بِأَنَّ الرَّسُولَ تَجَهَّزَ لِغَزْوِهِمْ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ). وَالآيَةُ عَامَّةٌ.

يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنينَ فِي هَذِهِ الآيَةِ بِأنْ لاَ يَخُونُوا اللهَ بِارْتِكَابِ الذُّنُوبِ، وَأنْ لاَ يَخُونُوا رَسُولَهُ بِتَرْكِ سُنَنِهِ، وَارْتِكَابِ مَعْصِيَتِهِ، وَأنْ لاَ يَخُونُوا أمَانَاتِهِمْ فِي أَعْمَالِهِمْ التِي ائْتَمَنَ اللهُ العِبَادَ عَلَيهَا: يَعْنِي الفَرَائِضَ، وَهِيَ تَشْمَلُ أَمَانَةَ الإِنْسَانِ نَحْوَ النَّاسِ فِي تَعَامُلِهِ مَعَهُمْ: كَالمِكْيَالِ وَالمِيْزَانِ، وَأَدَاءِ الشَّهَادَةِ بِالحَقِّ وَالصِّدْقِ، وَكِتْمَانِ السِّرِّ.. إلخ. فَالأمَانَةُ وَاحِدَةُ وَلاَ تَبْعِيضَ فِيهَا، وَأنْتُمْ تَعْلَمُونَ أيُّها المُؤْمِنُونَ مَسَاوِىءَ الخِيَانَةِ، وَسُوءَ عَاقِبَتِهَا.