الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ }

(1) - كَانَ المُشْرِكُونَ كُلَّمَا اجْتَمَعُوا فِي نَادٍ مِنَ نَوَادِيهِمْ تَحَدَّثُوا فِي شَأْنِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَفِيمَا جَاءَ بِهِ، وَيَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَيَسْأَلُونَ غَيْرَهُمْ فَيَقُولُونَ: أَسَاحِرٌ هُوَ أَمْ شَاعِرٌ؟ أَمْ بِهِ جِنَّةٌ؟ وَيَتَحَدَّثُونَ فِي شَأْنِ القُرْآنِ فَيَقُولُونَ: أَهُوَ سِحْرٌ، أَمْ كِهَانَةٌ؟.

وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فِي شَأْنِ البَعْثِ وَالنُّشُورِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُنْكِرُ البَعْثَ وَيَزْعُمُ أَنَّهُمْ إِذَا مَاتُوا انْتَهَى أَمْرُهُمْ (وَمَا هِيَ إِلاَ أَرْحَامُ تَدْفَعُ وَأَرْضٌ تَبْلَعُ وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ).

وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَقُولُ إِنَّ الأَرْوَاحَ هِيَ التِي تُبْعَثُ لاَ الأَجْسَادُ.

وَقَدْ نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ رَدّاً عَلَى هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ وَأَمْثَالِهِمْ، وَتَكْذِيباً لَهُمْ، وَإِقَامَةً لِلْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ.

يُنْكِرُ اللهُ تَعَالَى عَلَى المُشْرِكِينَ تَسَاؤُلَهُمْ عَنْ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَوْعِدِ حُلُولِهِ، وَهُمْ يَسْأَلُونَ مُسْتَبْعِدِينَ حُدُوثَهُ، فَيَقُولُ لَهُمْ تَعَالَى: عَمَّ يَتَسَاءَلُ هَؤُلاَءِ الجَاحِدُونَ؟

عَمَّ - عَنْ أَيِّ شَيءٍ عَظِيمِ الشَّأْنِ يَسْأَلُونَ.