الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }

{ ٱلْمُنَافِقِينَ } { يُخَادِعُونَ } { خَادِعُهُمْ } { ٱلصَّلاَةِ }

(142)- يَعْتَقِدُ المُنَافِقُونَ، جَهْلاً مِنْهُمْ وَسَفَهاً، أنَّ أمُورَهُمْ رَاجَتْ عِنْدَ النَّاسِ لِمَا أظْهَرُوهُ لَهُمْ مِنَ الإِيمَانِ وَأبْطَنُوهُ مِنَ الكُفْرِ، وَأنَّ نِفَاقَهُمْ سَيَرُوجُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ أيْضاً، كَمَا رَاجَ عِنْدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَقَدْ جَهِلَ هَؤُلاءِ المَخْدُوعُونَ أنَّ اللهَ عَالِمٌ بِمَسْلَكِهِمْ وَسَرَائِرِهِمْ، وَهُوَ يَخْدَعُهُمْ إذْ يَسْتَدْرِجُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ، وَضَلاَلِهِمْ، وَيَخْدَعُهُمْ عَنِ الحَقِّ وَالوُصُولِ إليهِ، فِي الدُّنْيَا، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ بِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ.

(وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إنَّ خِدَاعَهُ تَعَالَى لَهُمْ هُوَ أنْ يُعْطِيَهُمْ نُوراً يَوْمَ القِيَامَةِ يَمْشُونَ بِهِ مَعَ المُؤْمِنينَ، فَإِذا وَصَلُوا إلى الصِّرَاطِ انْطَفَأ نُورُهُمْ وَبَقُوا فِي ظُلْمَةٍ).

وَمِنْ صِفَةِ هَؤُلاءِ المُنَافِقِينَ أنَّهُمْ حَتَّى فِي الصَّلاَةِ، التِي هِيَ أعْظَمُ الفَرَائِضِ وَالقُرُبَاتِ إلى اللهِ، لا يُؤَدُّونَها إلاّ وَهُمْ كُسَالَى، لاَ حَمَاسَةَ لَهُمْ فِيهَا، لأنَّهُمْ لا نِيَّةَ لَهُمْ، وَلا إيمَانَ لَهُمْ، وَلا يَفْقَهُونَ مَعْنَى الصَّلاَةِ، وَهُمْ يَتَظَاهَرُونَ بِالصَّلاةِ أمَامَ النَّاسِ، تَقِيَّةً وَمُصَانَعَةً، وَهُمْ فِي صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ لاَهُونَ لاَ يَخْشَعُونَ، وَلا يَذْكُرُونَ الله إلاّ قَلِيلاً.