الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً }

(108) - ثُمَّ يُبَيِّنُ اللهُ أحْوَالَ هَؤُلاءِ الخَائِنِينَ، وَيَنْعَى عَلَيهِمْ أفْعَالَهُمْ، فَقَالَ اللهُ تَعَالَى إنَّ مِنْ شَأنِ هَؤُلاءِ الخَائِنِينَ أنَّهُمْ يَسْتَتِرُونَ مِنَ النَّاسِ عِنْدَ اجْتِرَاحِ السَّيِّئاتِ وَالآثَامِ، إمَّا حَيَاءً، وَإمَّا خَوْفاً مِنَ العِقَابِ، وَلاَ يَسْتَخُفُونَ مِنَ اللهِ، وَلا يَسْتَتِرُونَ مِنْهُ بِتَرْكِ ارْتِكَابِهَا، لِضَعْفِ إِيْمَانِهِمْ، لأنَّ الإِيمَانَ يَمْنَعُ مِنَ الإِصْرَارِ، وَمِنْ تِكْرَارِ الذَّنْبِ، فَمَنْ يَعْلَمُ أنَّ اللهَ يَرَاهُ، فِي حَالِكِ الظُّلْمَةِ، لاَ بُدَّ لَهُ مِنْ أنْ يَتْرُكَ الذَّنْبَ حَيَاءً مِنَ اللهِ. وَيَقُولُ تَعَالَى إنَّهُ مُشَاهِدُهُمْ حِينَ يَتَّفِقُونَ لَيْلاً عَلَى مَا لاَ يُرْضِي الله مِنَ القَوْلِ تَبْرِئَةً لأنْفُسِهِمْ، وَرَمْياً لِغَيْرِهِمْ بِجَرِيمَتِهِمْ، وَاللهُ حَافِظٌ لأعْمَالِهِمْ (مُحِيطاً) لاَ يَعْزُبُ عَنْ عَلْمِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاءِ وَلاَ فِي الأرْضِ، فَلاَ سَبيلَ إلى نَجَاتِهِمْ مِنْ عِقَابِهِ.

يُبَيِّتُونَ - يُدَبِّرُونَ بِلَيْلٍ.