الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }

{ ٱلسَّمَاوَاتِ } { ٱلإِنْسَانُ }

(72) - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الأَمَانَةُ هُنَا تَعْنِي الطَّاعَةَ، وَقَالَ أَيْضاً: إِنَّها الفَرَائِضُ.

يَقُولُ تَعَالى: إِنَّهُ عَرَضَ التَّكَاليفَ عَلَى السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ وَالجِبَالِ، فَلَمْ يُطِقْنَ حَمْلَها، وَأَشْفَقَنْ مِنْها مَخَافَةَ التَّقْصِيرِ فِي أَمرٍ أَرَادَهُ اللهُ، ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَى آدَمَ وَقَالَ لَهُ: إِنَّنِي قَدْ عَرَضْتُ الأَمَانَةُ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالجِبالِ فَلَم يُطِقْنَهَا، فَهَلْ أَنْتَ آخذٌ بِمَا فِيها؟

قَال: يَا ربِّ وَمَا فِيها؟ قَالَ: إِنْ أَحْسَنْتَ جُزِيْتَ، وَإِنَّ أَسَأْتَ عُوقِبْتَ.

فَقَبلَ آدمُ حَمْلَها بِمَا فِيها. وَهكَذَا حَمَلَ الإِنسَانُ الأَمَانَةَ عَلَى ضَعْفِهِ، وَكَانَ جَاهِلاً بِثِقَلِها، ظَلُوماً نَفْسَهُ بِحَمْلِها، إِلاَّ مَنْ عَصَمَ اللهُ.

عَرَضْنَا الأَمَانَة - التَّكاليفَ مِنْ أَوَامِرَ وَنَواهٍ.

فَأَبْينَ - امْتَنَعْنَ.

أَشْفَقْنَ - خِفْنَ مِنَ الخِيَانَةِ فِيها.