الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }

{ ٱلْمُسْلِمَاتِ } { ٱلْمُؤْمِنَاتِ } { ٱلْقَانِتِينَ } { ٱلْقَانِتَاتِ } { ٱلصَّادِقِينَ } { ٱلصَّادِقَاتِ } { َٱلصَّابِرِينَ } { ٱلصَّابِرَاتِ } { َٱلْخَاشِعِينَ } { َٱلْخَاشِعَاتِ } { ٱلْمُتَصَدِّقِينَ } { َٱلْمُتَصَدِّقَاتِ } { ٱلصَّائِمِينَ } { ٱلصَّائِمَاتِ } { َٱلْحَافِظِينَ } { ٱلْحَافِـظَاتِ } { َٱلذَّاكِـرِينَ } { ٱلذَّاكِرَاتِ }

(35) - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا لَهُ يَذْكُرُ المُؤْمِنينَ وَلا يَذْكُرُ المُؤْمِنَاتِ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعالى هذِهِ الآيةَ.

وَقَدْ مَيَّزَ اللهُ تَعَالى بينَ الإِسلامِ وَالإِيمَانِ وَجَعَلَ الإِيمَانَ أَخَصَّ مِنَ الإِسْلامِ. وَقَالَ تَعَالى:قَالتِ الأعرابُ آمَنَّا. قُلْ: لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِيْ قُلُوبِكُمْ } وَجَاءَ فِي الصَّحِيحَين: " لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ " فَالزَّانِي حِينَ يَزْنِي تُنْتَزَعُ عَنْهُ صِفَةُ الإِيمَانِ، وَلِكنَّهُ لا يُعْتَبَرُ كَافِراً، وَلا تُنْتَزَعُ عَنْهُ صِفَةُ الإِسلامِ بِإِجْمَاعِ المُسْلِمينَ.

وَفِي هذهِ الآيةِ يَذْكُرُ اللهُ تَعَالى الصِّفَاتِ التِي يَسْتَحِقُّ بِها عِبَادَهُ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ، وَأَنْ يَمْحُوَ عَنْهُمْ زَلاَّتِهِمْ، وَيُثِيبَهُمْ بِالنّعِيمِ المُقِيمِ، وَهَذِهِ الأَوْصَافُ هِيََ:

- إِسْلاَمُ الظَّاهِرِ بالانْقِيَادِ لأَحْكَامِ الدِّينِ بِالقَوْلِ وَالعَمَلِ.

- إِسْلاَمُ البَاطِِنِ (الإِيمَانُ) بِالتَّصْدِيقِ التَّامِ والإِذْعَانِ لِمَا فَرَضَ الدِّينُ مِنْ أَحْكَامٍ.

- القُنُوتُ وَهُوَ دَوَامُ العَمَلِ فِي هُدُوءٍ وَطُمَأْنِينَةٍ.

- الصِّدْقُ فِي الأَقْوَالِ والأَعْمَالِ وَهُوَ عَلاَمَةٌ عَلى الإِيمانِ كَمَا أَنَّ الكَذِبَ عَلاَمَةٌ عَلَى النِّفَاقِ.

- الصَّبْرُ عَلَى المَكَارِهِ وَتَحَمُّلِ المَشَاقِّ في أَدَاءِ العِبَادَاتِ وَتَرْكِ الشَّهَوَاتِ.

- الخُشُوعُ والتَّواضُعُ للهِ تَعَالى بِالقَلْبِ والجَوَارِحِ، ابْتِغَاءَ ثَوَابِ اللهِ، وَخَوْفَ عِقَابِهِ.

- التَّصَدُّقُ بِالمَالِ والإِحْسَانُ إِلى المُحْتَاجِينَ الذِينَ لاَ كَسْبَ لَهُمْ.

- الصَّوْمُ فإِنَّهُ مُعِينٌ عَلَى كَسْرِ حِدَّةِ الشَّهْوَةِ.

(وفي الحَدِيثِ: " الصَّوْمُ زَكَاةُ الدِّينِ " ) (رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه).