الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً }

{ عَاهَدُواْ }

(23) - لَمَّا ذَكَر اللهُ تَعَالى أَنَّ المُنَافِقينَ نَقَضٌوا العَهْدَ، وَصَفَ المُؤمنينَ بأَنَّهُمُ اسْتَمَرُّوا عَلَى المُحَافَظَةِ عَلَى العَهْدِ وَالمِيثَاق، وَأَنَّ مِنْهُمْ رِجَالاً أَوْفُوا بِمَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ مِنَ الصَّبْرِ في الشِّدَّةِ وَالبَأْسَاءِ، فَاسْتُشْهِدَ بَعْضُهُمْ في بَدْرٍ، وَبَعْضُهُمْ اسْتُشْهِدَ فِي أُحُدٍ، وَبَعْضُهُمْ لَقِيَ وَجْهَ رَبِّهِ فِي غَيرِ هذِينِ المَوْقِفَينِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ قَضَاءَ اللهِ، وَالفَراغَ مِنْ أَجَلِهِ، كَمَا قَضَى مِنْهُمْ مَنْ مَضَى عَلَى الوَفَاءِ للهِ بِالعَهْدِ، وَمَا غَيَّرُوا وَمَا بَدَّلُوا.

(رُوِيَ أَنَّ هذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ الذِي قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانَ غَابَ عَنْ مَعْرَكَةِ بَدْرٍ، فَقَالَ: لَئِنْ أَرَاني الله تَعَالَى مَشْهَداً مَعَ رَسُولِ اللهِ، فِيمَا بَعدُ، لَيَرَيَنَّ اللهُ تَعَالى مَا أصْنَعُ). (وَقِيلَ إِنَّها نَزَلَتْ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّان وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْر وَغَيْرُهُمْ نَذَرُوا أَنَّهُمْ إِذا لَقُوا حَرْباً مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَبَتُوا وَقَاتَلُوا حَتى يُسْتَشْهَدُوا).

قَضَى نَحْبَهُ - وَفى نَذْرَهُ أَوْ مَاتَ شَهِيداً.