الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ }

{ آذَانٌ } { ٱلأَبْصَارُ }

(46) - يَسْأَلُ اللهُ تَعَالَى فِي اسْتِنْكَارٍ عَنِ الأَثَرِ الذي تَرَكَهُ فِي نُفُوسِ المُشْرِكِينَ، وَهُمْ يَرَوْنَ مَا حَلَّ بِالأمُمِ السَّابِقَةِ مِنْ هَلاكٍ وَدَمَارٍ، بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ وَتَكْذِيبِهم رُسُلَ رَبِّهم إِلَيْهِم، وَمَا جَاؤُوهُم بِه مِنَ الآيَاتِ، مِنْ عِنْدِ رَبِّهِم، وَيَقُولُ لَهُمْ تَعَالَى: أفَلَمْ يَسِرْ هَؤُلاَءِ فِي الأَرْضِ فَيَرَوْا بِأَعْيِنِهِمْ مَا حَلَّ بِمَنْ سَبَقَهُم مِنَ مُكَذِّبِي الأُمَمِ الخَالِيَةِ مِنْ دَمَارٍ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ بالله، وَظُلْمِهِمْ وَتَكْذِيِبِهمْ رُسُلَ رَبِّهِمْ، وَيَقُولُ لَهُمْ: أَوَ لَمْ يَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ قَصَصَهُم وأخْبَارَهُمْ؟ثُمَّ أَلاَ يَعْقِلُونَ وَيَتَدَبَّرُونَ مَا يَرَوْنَ وَيَسْمَعُونَ فَيَعْتَبِرُوا وَيَتَّعِظُوا؟

ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى: إِنَّ هَؤُلاءِ المُشْرِكِينَ يَرَوْنَ وَلَكِنَّهُم لاَ يَتَعَِّظُونَ وَلا يَتَدَبَّرُونَ ولا يَعْتَبِرُونَ، لأَنَّهُمْ عُمْيُ القُلُوبِ والبَصَائِر، وَلَوْ كَانَتْ لَهُمْ قُلُوبٌ مُبْصِرَةٌ لاَتَّعَظَتْ وَتَفَكَّرَتْ فِيمَا تَراهُ العَيْنُ، لأَِنَّ العَمَى ليسَ هُوَ عَمَى العَيْنِ، وإِنَّمَا هُوَ عَمَى البَصِيرَةِ، أي القَلْبِ.