الرئيسية - التفاسير


* تفسير أيسر التفاسير/ د. أسعد حومد (ت 2011م) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }

{ يُدَافِعُ } { آمَنُوۤا }

(38) - والشَّعَائِرُ والعِبَادَاتُ لاَ بُدَّ لَهَا مِنْ حِمَايَةٍ تَدْفَعُ عَنْهَا الذينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ، وَتَمْنَعُهُمْ مِنَ الاعْتِدَاءِ عَلَى حُرِّيَةِ العَقِيدَةِ، وَحُرِّيَةِ العِبَادَةِ، وَلِذَلِكَ فَقَدْ أَذِنَ اللهُ تَعَالَى للمُسْلِمِينَ، بَعْدَ الهِجْرَةِ، فِي قِتَالِ المُشْرِكِينَ، لِيَدْفَعُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ، وَعَنْ عَقِيدَتِهِمْ، اعْتِداءَ المُعْتَدِينَ، وَلِيُحَقِّقُوا لأَِنْفُسِهِمْ وَلِغَيْرِهِمْ حُرِّيَةَ العَقِيدَةِ، وحُرِّيَةَ العِبَادَةِ، وَوَعَدَهُم اللهُ النَّصْرَ وَالتَّمْكِينَ عَلَى شَرْطِ أَنْ يَنْهَضُوا هُمْ بِتَكَالِيفِ عَقِيدَتِهِمْ التي بَيَّنَها لَهُمْ فِي الآيَاتِ التاليات.

وَفِي هَذِهِ الآيَةِ يُؤْذِنُ اللهَ تَعَالَى المُؤْمِنينَ بأنَّهُ سَيَتَوَلَّى الدِّفَاعَ عَنْهُم، فَهُمْ فِي حِمَايَتِه، وَأَنَّهُ سَيَكفِيهِم شَرَّ الأَشْرَارِ وَكَيْدَ الفُجَّارِ، وَيَحْفَظُهُم وَيَكْلَؤُهُم. ثُمَّ قَالَ اللهُ تَعَالَى: إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ من اتَّصَفَ بالخِيَانَةِ والغَدْرِ، وَعَدَمِ الوَفَاءِ بالعُهُودِ والمَوَاثِيقِ؛ وَكُفْرَانِ النِعْمَةِ وجُحْودِها، وَعَدَم الاعْتِرَافِ بِهَا.

خَوَّانٌ كَفُورٌ - خَائِنٌ للأَمَانَاتِ، جَاحِدٌ لِلنِّعَمِ.